إسرائيل تحتاج إلى استراتيجيا واضحة كي لا تنجر إلى حروب غير مخطط لها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       شكلت حرب لبنان الثانية[حرب تموز 2006] سابقة من نوعها، فللمرة الأولى في تاريخ الحروب تقع حرب مبادأة من دون خطة. فحتى ذلك الحين كانت حروب المبادأة كلها، وبمختلف أنواعها سواء أكانت دفاعية أم وقائية أم غزو، ومنذ أيام هنيبعل وحتى جورج بوش، هي حروب مخطط لها. وهذا ما جرى عندنا في حرب "قادش" وحرب الأيام الستة، وخطة "أورانيم" التي تحولت إلى حرب لبنان الأولى. وما يمكن قوله إن التخطيط للحرب لا يضمن نجاحها، لكن من دون التخطيط فالفشل أكيد.

·       وها هي إسرائيل اليوم تواجه خطراً وشيكاً ومباشراً بالانجراف نحو حرب مبادأة من دون تخطيط.

·       لدى العودة إلى الوراء، نجد أن هناك من اعتبر حرب لبنان الثانية نموذجاً ناجحاً، استطاع  أن يردع حزب الله. وفي الواقع يمكن اعتبار مثل هذا الكلام في أحسن الأحول كلاماً أحمق، أو تضليلاً. صحيح أن حزب الله ارتدع، لكن الذي ردعه هو إيران. فالهدف الأساسي اليوم بالنسبة للمسؤولين هناك هو المحافظة على مصالح إيران التي تسعى لأن تصبح نووية. وفي رأيهم فإن تبديد العتاد العسكري الموجود في المخازن بسبب تصريحات متبجحة وخطوط حمراء هو حماقة.

·       إن الذي يريد أن يرى التغيير الناتج عن تفكير استراتيجي منهجي، يتعين عليه أن ينظر إلى الجنوب وليس إلى الشمال. لقد كان ألون بن ديفيد أول من أشار في الموقع الإلكتروني " المونيتور" إلى التغيير الاستراتيجي الجوهري الحاصل هناك. فحركة "حماس" بعكس حزب الله، لم تسع منذ عملية "عمود سحاب" إلى تجديد مخزونها من الصواريخ. ولم تعد تعتبر ركيزة مهمة للردع  الإيراني، وتحولت إلى عضو في حلف إسلامي براغماتي آخذ في التشكل.

 

·       قد يكون إيهود باراك كثير العيوب، لكنه امتاز دائماً بقدرته على وضع الاستراتيجيات التي قد لا تنجح دائماً، لكنها تبقى ذات قيمة استراتيجية. ويمكن القول إن أعوام الهدوء السبعة الأخيرة تعود إلى هذه الاستراتيجيات وإلى المدة التي تولى خلالها باراك منصب وزير الدفاع.  إذ منذ وقت طويل خطط باراك لعملية تسوية مع "حماس"، من شأنها أن تدفع بالحركة في اتجاه حلف سنّي براغماتي واسع النطاق،في مواجهة الحلف الشيعي- الخلاصي- الردايكالي.

 

المزيد ضمن العدد 1651