مصادر سياسية رفيعة المستوى: القرار الرئيسي الذي اتخذه المجلس الوزاري المصغر هو توجيه أكثر ما يمكن من رسائل الطمأنة إلى سورية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة "هآرتس" إن القرار الرئيسي الذي اتخذه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية، في ختام الاجتماع الطارئ الذي عقده أمس (الأحد) واستمر أكثر من ثلاث ساعات وخُصص للتداول بشأن تفاقم التوتر في منطقة الحدود الشمالية في إثر قيام وسائل الإعلام الأجنبية بنشر أنباء عن إقدام إسرائيل على شن هجومين داخل الأراضي السورية استهدفا أسلحة إيرانية متطورة كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان، هو تمرير أكثر ما يمكن من رسائل الطمـأنة إلى الرئيس السوري بشار الأسد للحؤول دون حدوث مزيد من التصعيد في الجبهة الشمالية.

وأضافت هذه المصادر أنه تقرّر أيضاً، وفي إطار تمرير رسائل الطمأنة هذه، أن تستمر الجهات الرسمية في إسرائيل في التزام الصمت إزاء الهجومين اللذين تعرضت لهما سورية خلال اليومين الفائتين، وأن يتم التوضيح للرئيس الأسد أن إسرائيل مهتمة فقط بمنع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، وأنها غير معنية قط بأن تتدخل في الحرب الأهلية الدائرة في سورية، أو بأن تقدّم أي مساعدة إلى المتمردين من أجل إسقاط النظام. وشدّدت المصادر نفسها على أن المسؤولين في القدس يعتقدون أنه بهذه الطريقة سيكون من السهل على الأسد أن يحتوي آخر التطورات، وأن لا يرد على الهجومين.

وأشارت أيضاً إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل حرصت على عدم تحمل المسؤولية عن الهجومين، فإن المسؤولين في القدس أبدوا رضاهم عن ردات الفعل الدولية عليهما، ولا سيما إعلان كل من رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، ووزير الخارجية البريطانية وليام هيغ، أن إسرائيل تمتلك الحق في الدفاع عن نفسها، ومن صدور ردات فعل قليلة وفاترة في العالم العربي، ومن عدم صدور ردة فعل [حتى يوم أمس الأحد] في كل من روسيا والصين.

وكان هذا الاجتماع هو الثاني الذي يعقده المجلس الوزاري المصغر خلال الأيام الثلاثة الفائتة، وقد اقتصر على تقديم تقارير من طرف رؤساء الأجهزة الاستخباراتية، ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بني غانتس. وعقد الاجتماع الأول مساء يوم الخميس الفائت، أي قبل عدة ساعات من شن أول هجوم على سورية وفقاً لما نُشر في وسائل الإعلام الأجنبية.

على صعيد آخر، قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يقوم بزيارته المقررة للصين على الرغم من تصاعد حدة التوتر في منطقة الحدود الشمالية. ويدل هذا القرار على أن التقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أن احتمال قيام سورية وحزب الله بالرد على الهجومين ضئيل للغاية، فضلاً عن أن القيام بالزيارة نفسها يمكن أن يكون جزءاً من رسائل الطمأنة التي قررت إسرائيل أن تمررها إلى سورية.

وأشار المراسل السياسي للصحيفة إلى أن رئيس الحكومة ومستشاريه يعتقدون أن إلغاء الزيارة في آخر لحظة كان من شأنه أن يمرّر رسالة إلى سورية وحزب الله فحواها أن إسرائيل تنوي تصعيد الوضع. كما أن نتنياهو لم يرغب في أن يتسبب بأزمة دبلوماسية مع الصين بعد أن أقدم في تشرين الثاني/ نوفمبر 2010 على إلغاء زيارة مقررة إلى هذا البلد في آخر لحظة.

ومع ذلك، فقد أدى اجتماع المجلس الوزاري المصغر إلى تأجيل مغادرة نتنياهو إسرائيل نحو ثلاث ساعات. وعندما وصل مساء أمس إلى الطائرة التي ستقله وتحادث مع الوفد الصحافي المرافق له امتنع عن التطرّق إلى الوضع في سورية، وفضل أن يتطرّق إلى أهمية زيارته للصين. وخاطب الصحافيين قائلاً: "أعرف ما الذي ترغبون في سماعه مني، لكن محظور عليّ أن أتكلم في هذا الشأن. وفي الأحوال جميعًا، لم أدرس إمكان إلغاء الزيارة للصين".

هذا، ومن المتوقع أن يعود نتنياهو إلى إسرائيل يوم الجمعة المقبل. وسيتولى رئاسة الحكومة طوال فترة غيابه القائم بأعماله ووزير الدفاع موشيه يعلون.

على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (6/5/2013) أن إسرائيل قامت عبر قنوات دبلوماسية بنقل رسالة سرية إلى الرئيس السوري بشار الأسد أوضحت فيها أنها لا تنوي التدخل في الحرب الأهلية الدائرة في بلده.

 

وأضافت الصحيفة أن الرسالة شدّدت على أن الهدف من وراء الهجومين الأخيرين هو ضرب قواعد لحزب الله داخل سورية كانت فيها صواريخ إيرانية وليس إسقاط النظام السوري. 

 

المزيد ضمن العدد 1651