على معسكر السلام في إسرائيل أن يقتنع بأن ردع إيران يخدم السلام في المنطقة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       مع بروز مشكلة السلاح النووي الإيراني وتركيز الاهتمام عليها، ولا سيما في إثر زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية لواشنطن، ازدادت الدعوات الصادرة عن "معسكر السلام" في إسرائيل المعارضة لعملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران، إذ يعتبر أنصار السلام في إسرائيل أن مثل هذه العملية ستكون خطوة متهورة من جانب نتنياهو وباراك.

·       مما لا شك فيه أن ردة الفعل هذه لا تدل على وعي وإدراك سياسيين، فكل مؤيد للسلام صاحب بصيرة وقادر على رؤية الواقع بوضوح، لا بد من أن يدرك أن الخطر الأكبر الذي يتهدد الشرق الأوسط هو المشروع النووي الإيراني. ولمزيد من الدقة يمكن القول إن الشرط الضروري للسلام هو منع إيران من الحصول على القنبلة النووية.

·       بيد أن الخطر الأكبر من امتلاك إيران السلاح النووي لا يكمن في احتمال استخدام هذا السلاح فحسب، بل أيضاً في انعكاساته السياسية وفي تحول إيران إلى قوة نووية إقليمية قادرة على زرع الرعب في المنطقة بأسرها. ففي ظل القنبلة النووية الإيرانية، لا يمكن أن يشهد الشرق الأوسط سلاماً.

·       طوال أربعين عاماً، لم تقع حروب بين إسرائيل وجيرانها، وذلك لأسباب عدة، بينها: الانتصار في حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول / أكتوبر 1973] الذي أثبت، أكثر من الانتصار في حرب الأيام الستة [حزيران / يونيو 1967]، تفوق الجيش الإسرائيلي على الجيوش العربية في المواجهات التقليدية. ومعرفة الدول العربية أن إسرائيل تمتلك سلاحاً نووياً، الأمر الذي أدى إلى ردع هذه الدول عن الدخول في حرب معها. وعلى الرغم من أن الإرهاب حل محل الحرب الشاملة، إلاّ إن ذلك لا يجب أن يجعلنا نفقد الأمل بالسلام الذي لن يتحقق إلا بقبول جيراننا بوجود دولة إسرائيل.

·       إن القبول بدولة إسرائيل لا يمكن أن يحدث في حال امتلكت إيران سلاحاً نووياً من شأنه أن يوقظ من جديد حلم العرب في القضاء على إسرائيل. فضلاً عن أن هذا السلاح سيزيد بالتأكيد من قوة الإرهاب ومن إطلاق الصواريخ من لبنان ومن قطاع غزة ومن يهودا والسامرة.

إن من واجب كل إسرائيلي مناصر للسلام أن يعتبرمنع تسلح إيران النووي أهم هدف سياسي وعسكري بالنسبة إلى إسرائيل. طبعاً، كلنا يرغب في أن يتحقق ذلك من خلال العقوبات الاقتصادية على إيران، لكن في حال فشلت هذه المساعي فلا مفر من توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية.