السعودية تحل محل مصر في زعامة المعسكر المعتدل في العالم العربي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       ليس من المبالغة القول إنه في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ اندلاع ثورات "الربيع العربي"، بدأت السعودية رويداً رويداً تحل محل مصر في زعامة المعسكر المعتدل في العالم العربي، وذلك جراء انشغال هذه الأخيرة كلياً بنفسها وأوضاعها الداخلية. وهذا الأمر ينعكس أكثر من أي شيء آخر من خلال إبراز السعودية تحالفها الوثيق مع الإدارة الأميركية من جهة، ومن جهة أخرى من خلال تقديمها المساعدات المتعددة إلى القوى التي تحاول أن تكبح تغلغل النفوذ الإيراني في المنطقة.

·       إن الإشارات التي تدل على هذا الأمر كثيرة، ومنها ما يلي: قيام السعودية بتوفير ملجأ سياسي للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وتمهيد الأجواء لتسلم حركة "النهضة" الإسلامية مقاليد الحكم في تونس؛ إنقاذ حياة الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح والحرص على أن يسلم "مفاتيح" الرئاسة في بلده إلى زعيم حركة "الإصلاح" التي اشتد عودها في السعودية؛ إرسال قوة عسكرية سعودية إلى البحرين لمنع سقوط النظام الملكي في قبضة نظام آيات الله في طهران.

·       على صعيد آخر مارست السعودية ضغوطاً على قطـر لإطاحة المدير العام السابق لقناة الجزيرة وضاح خنفر الذي كان يقف وراء حملة التحريض على الولايات المتحدة في القناة، واقترحت على العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مساعدات بملايين الدولارات للحفاظ على استقرار عرشه، لكن هذا الأخير أثار غضبها ولم يخرج الاقتراح إلى حيز التنفيذ.

·       في الوقت نفسه لم يعد في الإمكان إخفاء أن السعودية تتبنى موقفاً مناهضاً لإيران، فالاستخبارات السعودية هي التي كشفت مسار تهريب الأسلحة والوسائل القتالية من إيران إلى نظام بشار الأسد في سورية عبر الأراضي العراقية، ونقلت هذه المعلومات إلى الأجهزة الاستخباراتية الأميركية. وكانت السعودية أول دولة عربية تغلق سفارتها في دمشق، في الوقت الذي تجري فيه في الرياض عملية بحث عن وريث محتمل للأسد.

ولا بد من القول إن موقف السعودية إزاء إيران شبيه إلى حد بعيد بموقف إسرائيل، ولذا يمكن التقدير أن هذا الأمر أدى إلى مزيد من التقارب بين الدولتين، وعزز أكثر فأكثر الاتصالات غير الرسمية التي تجري بينهما بعيداً عن الأنظار.