· اتهمت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس الإدارة الأميركية بمحاولة دق إسفين بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرأي العام في إسرائيل بشأن موضوع شن هجوم عسكري على المنشآت النووية في إيران. وجاءت اتهامات هذه المصادر في إثر قيام صحيفة "نيويورك تايمز" ووكالة أسوشيتد برس للأنباء أمس (الأحد) بنشر نبأ فحواه أن جهاز الموساد الإسرائيلي يقدّر أن نظام آيات الله في طهران لم يتخذ بعد قراراً حاسماً يقضي بإنتاج قنبلة نووية.
· وقالت هذه المصادر لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن تسريب هذا النبأ يشكل جزءاً من المعركة التي تخوضها إدارة الرئيس باراك أوباما في الوقت الحالي، والرامية إلى منع إسرائيل من شن هجوم عسكري على إيران، وأكدت أن الهدف من تسريبه هو إحراج رئيس الحكومة ووزير الدفاع إيهود باراك اللذين ما انفكا يعلنان صباح مساء أن إيران قطعت شوطاً كبيراً في طريق إنتاج القنبلة النووية ولذا يجب كبحها فوراً.
· وأضاف أحد هذه المصادر أن محاولة عرض موقف جهاز الموساد على أنه يتعارض مع موقف الحكومة الإسرائيلية لا تعكس الواقع الحقيقي، ذلك بأن الحكومة الإسرائيلية تعتقد هي أيضاً أن الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي لم يتخذ بعد قراراً حاسماً يقضي بإنتاج قنبلة نووية. وأشار إلى أن الخلاف الناشب بين إسرائيل والإدارة الأميركية في هذا الشأن يتعلق بالخطوط الحمر بالنسبة إلى كل منهما، فالولايات المتحدة تعتقد أن اتخاذ نظام طهران قراراً يقضي بإنتاج قنبلة نووية يشكل خطاً أحمر بالنسبة إليها، بينما تعتقد إسرائيل أن إيران اجتازت الخط الأحمر [المتمثل في امتلاكها ما يكفي لصنع سلاح نووي] ويجب منذ الآن سلبها القدرة على اتخاذ قرار إنتاج قنبلة نووية.
وعلى ما يبدو فإن تسريب النبأ المتعلق بموقف جهاز الموساد جاء عقب الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة في الكنيست يوم الأربعاء الفائت، وشدد في سياقه على أن إسرائيل لا تنوي أن تترك مصيرها في يد الآخرين حتى لو كانوا من أعز أصدقائها، وعلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق مناحيم بيغن اتخذ القرار بشأن تدمير المفاعل النووي في العراق في سنة 1981 من دون أن يحظى بتأييد الولايات المتحدة. وقد رأى المسؤولون في الولايات المتحدة وجهات كثيرة في الأسرة الدولية أن الهدف من هذا الخطاب هو تهيئة الرأي العام في إسرائيل لاحتمال شن هجوم عسكري على إيران.