· لا يمكن للولايات المتحدة ودول أوروبا المجازفة بسقوط ليبيا في نهاية المطاف في قبضة عناصر إسلامية متطرفة، وذلك لثلاثة أسباب مهمة هي: أولاً، قرب ليبيا من أوروبا؛ ثانياً، ما تملكه من ثروة نفطية؛ ثالثاً، احتمال أن تكون تملك ترسانة أسلحة كيماوية.
· وليس من المبالغة القول إنه منذ سقوط الاتحاد السوفياتي لم يكن لحلف شمال الأطلسي [الناتو] هدف أكثر معقولية وتبريراً من ضمان الاستقرار في ليبيا، ولماذا تستثمر دول الناتو هذا القدر الكبير من الموارد من أجل الاحتفاظ بقوة عسكرية كبيرة وحديثة إذا لم يكن من أجل التدخل في حدث كهذا؟
· ولا شك في أن حلف الناتو يمكنه أن يغير الأوضاع في ليبيا رأساً على عقب في غضون فترة زمنية قصيرة، ولعل أول شيء يستطيع الإقدام عليه هو السيطرة على الأجواء الليبية بهدف منع [الرئيس الليبي] معمر القذافي من استخدام سلاحه الجوي لمهاجمة المدنيين أو لنقل قواته العسكرية. كما أن قيام الحلف بإرسال قوات تدخل برية لن تكون عملية معقدة. وخلافاً لما حدث في السابق، في إبان التدخل في كل من الصومال وأفغانستان والعراق، فإن هذه القوات لن تعتبر قوات احتلال وذلك لأن الشعب الليبي نفسه يطلب نجدة كهذه.
· إن هذه الخطوات هي أهم من المساعدة المباشرة في إسقاط نظام القذافي، وهي خطوات ضرورية من أجل بناء قوة الردع الأميركية وحلف الناتو في المنطقة، وذلك إزاء احتمال تعرّض أنظمة أخرى، مثل الأردن والبحرين وربما السعودية، إلى الاهتزاز في المستقبل. فضلاً عن ذلك لا بُد من القول إن الموقف السلبي للولايات المتحدة إزاء ما حدث في إيران قبل عام ونصف عام، وإزاء ما يحدث في ليبيا في الوقت الحالي، في موازاة استمرار التحضير للانسحاب من العراق، من شأنهما تمهيد الأجواء لقيام إيران بفرض هيمنتها على الشرق الأوسط.