الجدل الداخلي هو الذي سيحسم مستقبل السلاح النووي الإيراني
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       إن سعي إيران للحصول على السلاح النووي الإيراني لا يحدث داخل فراغ سياسي. وليس المقصود هنا الحصول على قدرة تقنية معينة تشكل شرطاً ضرورياً للحصول على الخيار النووي العسكري، وإنما اتخاذ القرار السياسي الحاسم المطلوب من أجل "تجاوز العتبة" في اتجاه صنع القنبلة.

·       تدل الوقائع على أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم الذي يمكن تخصيبه لدرجة عالية، لكنها امتنعت حتى الآن من القيام بذلك. كما أن كميات اليورانيوم الإيراني بعد تخصيبه تكفي من أجل صنع قنبلتين نوويتين. وتحتاج عملية التخصيب إلى ما يقارب السنة. ونظراً لوجود مراقبي الوكالة الدولية للطاقة النووية في طهران، فمن غير المنطقي أن تستطيع طهران تخصيب اليورانيوم خفية عن المجتمع الدولي. يُستنتج من هذا أن إيران بحاجة إلى سنة تقريباً كي تمتلك السلاح النووي.

·       لقد عرقل "الفيروس" [ الذي هاجم الحواسيب الإيرانية] تقدم المشروع النووي. كما أن الإيرانيين لم يسارعوا إلى تشغيل مراكز الطرد التي لم يصبها الفيروس. ويمكننا أن نضيف إلى ذلك، وجود خلاف داخل إيران بشأن مستقبل المشروع النووي.

·       يعرف المعارضون في إيران للسلاح النووي والمؤيدون له، أن حصول إيران على هذا السلاح سيؤدي إلى سباق للتسلح النووي في الشرق الأوسط، وسيبعد احتمالات السلام عن المنطقة.

·       إن الذي سيحسم مستقبل السلاح النووي الإيراني هو النقاش الداخلي. صحيح أنه من الممكن عرقلة المشروع وضربه، ولكن القضاء عليه بواسطة هجوم عسكري أو تكنولوجي هو أمر ممكن. بناء على ذلك، يتأثر الجدل الداخلي في إيران كثيراً بالمواقف الإسرائيلية والأميركية.

·       وتشهد إسرائيل أيضاً جدلاً بشأن مستقبل المنطقة، ودور القنبلة النووية الإيرانية. وهناك داخل إسرائيل مَن يعتقد بأن علينا القبول بإيران النووية. ومن الدلائل على ذلك أن إحدى نقاط الخلاف بين إيهود باراك وبين أشكنازي [رئيس الأركان السابق للجيش]، هي تلك المتعلقة بكيفية معالجة الموضوع الإيراني.

·       إن التصريحات العلنية لأصحاب المناصب العليا في إسرائيل مثل أشكنازي أو باراك تؤثر على الائتلافات [المعارضة للسلاح النووي أو المؤيدة له] داخل إيران. ويمكننا ان نذهب إلى أبعد من ذلك، فنقول أن في إمكان مواقف كتلة باراك [المؤيد لضربة عسكرية للمنشآت النووية في إيران] أو كتلة أشكنازي [المعارض لمثل هذه الضربة] التأثير في قوة الكتلة المقابلة لها في إيران. وهكذا رأينا في إسرائيل ظهور ائتلاف حزبي يدعم كتلة أحمدي نجاد. فشمعون بيرس الذي يتبنى مواقف شبيهة بمواقف أشكنازي، والذي يقول منذ سنوات إن علينا القبول بتسلل السلاح النووي إلى المنطقة. والتنسيق بينه وبين أشكنازي يفسر لنا لماذا أعلن هذا الأخير معارضته استخدام القوة ضد إيران. وحتى موشيه يعالون الذي سبق له أن رأى أن الخيار العسكري هو الذي سيمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، قرر أن يتبنى علناً وجهة النظر المعارضة للعملية العسكرية ضد إيران.

·       إن منطق استخدام الخيار العسكري ضد إيران، لا يخدم الإسرائيليين بقدر ما يخدم الإيرانيين المعارضين للسلاح النووي الإيراني، إذ يقول هؤلاء في حال قررت إيران "تجاوز العتبة" فإن إيران ستدفع ثمناً باهظاً. وهذا مع يعرفه أشكنازي وبيرس ويعالون، ولكن ربما بالنسبة إليهم إيران النووية ليست أمراً مخيفاً.