الانتقال إلى استخدام الغاز لتوليد الكهرباء تغير استراتيجي خطر في ظل الواقع الجيو- سياسي الحالي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يتوقع مدير عام شركة كهرباء إسرائيل يفتاح رون طال، أن يتم إنتاج نحو 80٪ وأحياناً 100٪ من الكهرباء في إسرائيل في سنة 2015، سواء عبر شركة الكهرباء أو عبر شركات خاصة، بواسطة استخدام الغاز الطبيعي المستخرج من حقول الغاز التي اكتُشفت في الأعوام الأخيرة في حوض البحر الأبيض المتوسط. إذا تحققت هذه التوقعات، ولو جزئياً، سيزداد اعتماد الاقتصاد الإسرائيلي  على الكهرباء المنتجة من الغاز، وذلك بصورة تعرض إنتاج الكهرباء في الدولة للخطر. فهناك أربعة عوامل تتهدد إمدادات الغاز الطبيعي في إسرائيل، هي: كون الغاز الإسرائيلي سيصبح المصدر الوحيد للطاقة؛ احتمال تعرض حقول الغاز لهجمات من جانب أطراف معادية؛ خطر الكوارث الطبيعية؛ محدودية الإمكانات التي تؤمن الحماية للغاز.

·       خلال العقود الأخيرة شكل النفط والفحم المصدرين الأساسيين للطاقة في الاقتصاد الإسرائيلي، وللمواصلات، ولتوليد الكهرباء. وخلال تلك الفترة كانا متوفرين في السوق العالمية للطاقة، ولم تتعرض إسرائيل يوماً، على الرغم من عزلتها، لأي نقص حاد في الحصول عليهما. ناهيك عن أن هذه المواد يمكن حفظها في خزانات للطوارىء بكميات كبيرة تكفي لعدة أسابيع، ويمكن الوصول إليها بسهولة نسبية في ساعات الطوارىء. وبما أن مصادر هذه المواد موجودة في الخارج فإنها لا تشكل هدفاً للعدو ولا تتطلب حماية دائمة.

·       إن الانتقال من استخدام الفحم إلى استخدام الغاز من أجل توليد الكهرباء يشكل تغييراً دراماتيكياً على الصعيد الاستراتيجي. ففي ظل الواقع الجيوسياسي القائم، يعدّ القيام بهذا التغيير، نتيجة اكتشاف حقول غاز تقع تحت سيطرة الدولة، أمراً غير مرغوب فيه، إذ يجب أن نأخذ في الحسبان اعتبارت مهمة غير الاعتبارات التجارية والبيئية.

·       يختلف الغاز عن النفط والفحم بأنه لا يمكن تخزينه في خزانات للطوارىء. وأي هجوم على منشآت إنتاج الغاز سيؤدي إلى توقف فوري للغاز المستخدم في توليد الكهرباء. وقد تكررت هذه الظاهرة في الفترة الأخيرة من خلال سلسلة الهجمات التي تعرضت لها الأنابيب التي تنقل الغاز المصري إلى إسرائيل.

·       على الرغم من أن مهاجمة حقول الغاز والمنشآت التابعه له ليست أمراً سهلاً، إلاّ إنها ممكنة، الأمر الذي يفرض على الجيش الإسرائيلي تخصيص موارد وقوات لحماية حقول الغاز في فترات التوتر والهدوء على حد سواء، وستكون هذه العملية مكلفة على صعيد المعدات والقوة البشرية وعمليات الأمن الجاري، وذلك قبل أن تحصل الحكومة على أي شيكل من عائدات الغاز.

·       إن الذين ينفذون عملية الانتقال من استخدام الفحم إلى استخدام الغاز هم رجال أعمال من أمثال يتسحاق تنوفا ونوحي دنكر وعيدان عوفر وغيرهم، وهم سيجنون في مقابل ذلك مليارات الشيكلات. لكن الطرف الأساسي الذي يعمل على دفع المشروع قدماً هو قدامى العسكريين من أمثال غابي أشكينازي، ويوآف غالنت، وموشيه كابلنسكي، ومئير داغان وغيرهم. ووجود هؤلاء هنا يكشف التعارض بين مصالحهم في مناصبهم السابقة ومصالحهم في مناصبهم الحالية.

قد يعطي وجود شخصيات أمنية كبيرة في صناعة الطاقة إحساساً بالثقة الكاذبة، ويمنع أي نقاش بشأن هذا الانتقال الاستراتيجي من استخدام مصادر مضمونة للطاقة إلى استخدام مصادر طاقة خاضعة للتقلبات. 

 

المزيد ضمن العدد 1364