على إسرائيل ألاّ تصمت إزاء ما يحدث في سورية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       تشير التقديرات الأخيرة إلى وقوع أكثر من 8000 قتيل في سورية منذ بداية الأحداث، فيومياً يُقتل العشرات ويُجرح المئات. وتكشف التقارير القليلة التي ينجح عناصر المعارضة في نقلها إلى العالم وحشية لا حدود لها، وعمليات إعدام لعائلات بأسرها، وجرحى مددين في الشوارع ينزفون حتى الموت لتعذر نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وعلى الرغم من كل هذه الفظائع، فإن ردة فعل أغلبية الدول لا تتعدى الإدانة الشفهية. فنرى بعض الدول الغربية "يدين بشدة" الأسد، وبعضها الآخر يطالبه بالتنحي عن منصبه، في وقت بدت فيه الدول العربية أكثر حزماً إذ قررت تعليق عضوية سورية في الجامعة وفرضت عليها عقوبات اقتصادية.

·       في المقابل، تواصل كل من روسيا والصين وإيران دعمها للنظام المجرم، الأمر الذي يدفع المواطن السوري والمعارضة إلى الاستنتاج أن المجتمع الدولي لا ينوي استخدام القوة من أجل الإطاحة بنظام الأسد، أو على الأقل من أجل إجباره على وقف أعمال القتل والسماح للجرحى بتلقي العلاج.

إن عدم وقوف إسرائيل إلى جانب الدول التي  تدين ما يحدث في سورية وعدم مطالبتها برحيل الأسد، أمر مستغرب ومثير للغضب. ينبغي ألاّ ننسى أن إسرائيل تحركت ضد النظام عندما اعتقدت أنه يشكل خطراً عليها. لكن عندما يُقتل آلاف السوريين يومياً على يد النظام هناك، فإن الحسابات الاستراتيجية تفرض نفسها. لكن من غير المسموح للحكومة الإسرائيلية أن تتمترس وراء التساؤل عمّا إذا كان نظام الأسد سيسقط ومتى وتكتفي بذلك، فهي تمثل شعباً يريد منها التعبير عن موقف أخلاقي واضح، ويريدها أن تعبر عن استعداده لتقديم المساعدة الإنسانية.

 

المزيد ضمن العدد 1364