من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
أكد تقرير التقديرات الاستخباراتية السنوية الصادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أن استمرار الجمود السياسي المسيطر على عملية السلام [بين إسرائيل والفلسطينيين]، وانعدام الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، يمكن أن يتسببا بإقدام السلطة الفلسطينية على دفع الجمهور العريض في الضفة الغربية نحو تصعيد أعمال العنف ضد إسرائيل.
وأشار هذا التقرير، الذي جرى رفعه قبل عدة أسابيع إلى أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية، إلى أن أي عملية عسكرية تشنها إسرائيل على قطاع غزة من الآن فصاعداً ستجرّ ردة فعل عنيفة للغاية من جانب مصر.
وأشرف على إعداد التقرير مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الذي يتولى المسؤولية عن بلورة التقويمات الاستخباراتية الدبلوماسية في إسرائيل، وجاء في أكثر من 50 صفحة، وحصلت صحيفة "هآرتس" على أجزاء منه، ولا سيما التي تتطرق إلى المسألة الفلسطينية، وإلى العلاقات مع كل من مصر والأردن، وإلى البرنامج النووي الإيراني.
ويبدي التقرير تخوفاً كبيراً من إمكان اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في سنة 2012، إمّا بقرار مباشر من السلطة الفلسطينية، وإمّا نتيجة تحرّك الشارع بتأثير موجة الثورات الشعبية المندلعة في العالم العربي. كما يؤكد أن القيادة الفلسطينية لم تعد تعتبر الحكومة الإسرائيلية شريكاً يمكن المضي قدماً معه نحو عملية السلام، لذا فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يحاول تدويل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، من خلال العمل على زيادة تدخل الأسرة الدولية في ما يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويشدد على أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تستأنف مبادرتها في مجلس الأمن الدولي، والرامية إلى قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة.
ويحذّر التقرير من احتمال حدوث تراجع كبير في علاقات إسرائيل مع كل من مصر والأردن بسبب الجمود المسيطر على عملية السلام مع الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بإيران يؤكد تقرير وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها لا تنوي أن تتخلى عن برنامجها النووي، وأن أي مفاوضات تجريها الأسرة الدولية معها في هذا الشأن ستكون مضيعة للوقت، لكنه في الوقت نفسه يشير إلى أن النظام في طهران يشعر بقلق شديد من احتمال تشديد وطأة العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة عليه، ولذا سيحاول أن يحافظ على استمرار تأييد الصين وروسيا له، وذلك كي يضمن قيامهما بإحباط إمكان فرض عقوبات أخرى عليه.
ويشير التقرير أيضاً إلى أن إيران تعتبر حالة عدم الاستقرار المسيطرة على الشرق الأوسط في الوقت الحالي بمثابة فرصة كبيرة لتوسيع نفوذها في هذه المنطقة، ولزيادة تسليح العناصر "الإرهابية" فيها.