من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· خلال الأعوام الثلاثة التي تولى فيها بنيامين نتنياهو منصبه رئيساً للحكومة، شغلته ثلاث مسائل هي: إيران وإيران وإيران، وأول ما فعله كان وضع التهديد الإيراني في رأس سلم الاهتمام الدولي. فقد كان نتنياهو يمقت الذين سبقوه في الحكم لأنهم أعطوا الأولوية للموضوع الفلسطيني وأهملوا الموضوع الإيراني، وما فعله أنه قلب سلم الأولويات، وجعل مراكز الطرد المركزي في نتانز موضع قلق العالم الغربي. ونجح، بواسطة المساعدة المهذبة من جانب نيكولا ساركوزي وديفيد كاميرون وبعض الزعماء العرب، في إقناع المجتمع الدولي بأهمية الموضوع الإيراني. وها قد أصبح الموضوع الإيراني اليوم الشغل الشاغل للجميع في طوكيو وبكين وموسكو وبرلين وباريس ولندن وواشنطن. وبات الجميع مهتمون اليوم بما شغل اهتمام نتنياهو منذ عشرة أعوام. وهاهو العالم كله يحبس أنفاسه: هل يهاجم إيران؟ وهل ستصبح إيران دولة نووية؟ وهل ستشعل الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الشرق الأوسط؟
· الأمر الثاني الذي قام به نتنياهو هو أنه وضع الخطر الإيراني في رأس جدول الأعمال الوطني. فقبل عشرة أعوام كان الجدل في إسرائيل يدور حول السلام، وقبل خمسة أعوام كان النقاش يتناول مسألة تقسيم أرض إسرائيل والاتفاق الدائم والمرحلي واتفاق الفصل. أمّا اليوم فالموضوع السياسي – الأمني الوحيد للنقاشات هو الموضوع الإيراني. وبات الإسرائيليون اليوم، سواء انتموا إلى اليمين أو إلى اليسار، مقتنعين بأنه من دون حل المشكلة الإيرانية لن يحدث شيء جيد في الشرق الأوسط، ومادام خطر القنبلة الشيعية يرفرف فوق رؤوسنا لا مجال لحدوث تحول سياسي.
· أمّا الأمر الثالث الذي قام به نتنياهو فهو بناء القدرة العسكرية لمواجهة الخطر الإيراني، إذ يعتقد أنه قبلوصوله إلى السلطة لم تكن إسرائيل مستعدة كما ينبغي لمواجهة هذا الخطر، وأنه حتى أريئيل شارون وإيهود أولمرت كانا يظنان أن المشكلة الإيرانية ستُحل بطريقة سرية، لكن شيئاً من هذا لم يحدث. فعلى الرغم من اغتيال العلماء الإيرانيين والتفجيرات التي وقعت في مراكز الطرد المركزي، فإن هذا لم يمنع إيران من الحصول على مزيد من المواد المخصبة. وهكذا اجتازت إيران الخطوط الحمر الواحد تلو الآخر. في هذه الأثناء كان الشغل الشاغل لنتنياهو، في الأعوام الأخيرة، شحذ السيوف في إسرائيل، فاستطاع أن يثير قلقاً حقيقياً في العالم من احتمال استخدام إسرائيل هذا السيف.
· قبل بضعة أعلوم، أجرى نتنياهو نقاشاً معمقاً مع المستشرق برنارد لويس خرج منه مقتنعاً بأنه في حال امتلاك آيات الله السلاح النووي فإنهم سيستخدمونه. ومنذ ذلك اليوم يعتقد نتنياهو أننا نعيش من جديد ما جرى في ثلاثينيات القرن الماضي، ولم ينس للحظة واحدة أن أكثر رئيسين معجب بهما، فرانكلين روزفلت وونستون تشرشل، لم يفعلا شيئاً لإنقاذ يهود أوروبا. من هنا فإنه لا يستطيع الاعتماد إلا على السيف الإسرائيلي الذي يشكل التعبير الأعمق عن الثورة الصهيونية ودفاعها الأخير.
· مما لا شك فيه أنه حتى الآن حقق الحديث عن الخيار العسكري نجاحاً دبلوماسياً، إذ نجح في إخراج المجتمع الدولي من اللامبالاة، وساهم مساهمة كبيرة في تشديد الحصار السياسي والاقتصادي على إيران. لكن الكلام على الخيار العسكري بلغ نهايته، وسياسة التهويل بالعمل العسكري قد تصل إلى نقطة خطرة لأنها قد تتحول فجأة إلى واقع.
إن اللقاء الذي سيجري بعد أسبوعين بين نتنياهو وأوباما سيكون حاسماً. فإذا كان الرئيس الأميركي يريد تجنب الكارثة فسيتعين عليه أن يقدم إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية ضمانات أكيدة وقوية بأن الولايات المتحدة ستكبح إيران بكل الوسائل ومهما يكن الثمن بعد انتخابات 2012. وفي حال لم يفعل أوباما ذلك، فهو سيطلب من نتنياهو التعهد بعدم القيام بعمل عسكري قبل انتخابات 2012.