· إن قيام الولايات المتحدة [نهار الجمعة الفائت] باستعمال حق النقض [الفيتو] في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار ينص على إدانة إسرائيل جرّاء استمرارها في أعمال البناء في المناطق [المحتلة] يعكس حاجات الرئيس الأميركي باراك أوباما الداخلية وفي مقدمها رغبته في إرضاء الكونغرس، باعتباره الجهة التي طلبت الوقوف ضد مشروع القرار هذا.
· ويمكن القول إن أوباما اختار في النصف الثاني من ولايته الرئاسية استراتيجيا جديدة فحواها بذل أقصى الجهود لخفض المعارضة الأميركية الداخلية لسياسته، ولذا، فإنه تبنى جدول أعمال جديدًا يقوم في جوهره على تجنب الدخول في أي مواجهة مع الجمهوريين، وهذا الأمر ينطبق على سياسته الداخلية إزاء موضوعات مثل الميزانية والأوضاع الاقتصادية، بقدر ما ينطبق على سياسته الخارجية إزاء موضوعات مثل قضية الشرق الأوسط.
· بناء على ذلك، فإن الولايات المتحدة استعملت الفيتو ليس لأنها تؤيد سياسة إسرائيل، وإنما لأن أوباما يرغب في كسب ودّ الكونغرس. فضلاً عن ذلك، فإن
المسؤولين في البيت الأبيض يعتقدون أن عملية السلام [بين إسرائيل والفلسطينيين] ليست مرشحة أصلاً للتقدم إلى الأمام في الوقت الحالي.
· وتجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك حمل بعد عودته من آخر زيارة لواشنطن رسالة من الإدارة الأميركية فحواها أن على إسرائيل أن تسارع إلى إطلاق مبادرة سياسية بشأن سلام إقليمي لأن ذلك ينطوي على مصلحة مشتركة لها وللولايات المتحدة، غير أن هذه الرسالة لم تلق آذانًا صاغية في القدس.