توسع التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       في الأيام العادية ربما تبدو تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، الأدميرال مولن، والتي قال فيها: "في مواجهة عدم الاستقرار الذي يسود المنطقة، فإن للعلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل أهمية خاصة بالنسبة إلى الطرفين"، مجرد تصريحات تقليدية. لكننا لسنا في أيام عادية، وإنما نحن في زمن من الموجات العاصفة التي تدمر أسس الاستراتيجيا الأميركية في الشرق الأوسط.

·       لقد شهدت مكانة إسرائيل في شبكة المصالح الاستراتيجية الأميركية ارتفاعاً وهبوطاً: فخلال الحرب الباردة كان هناك مَن سمى إسرائيل "حاملة برية للطائرات الأميركية"، لكن في الأعوام الأخيرة كان هناك مَن قال إن إسرائيل هي عبء أكثر منها رصيد.

·       إن الزلزال الذي يشهده العالم العربي من شمال إفريقيا حتى البحرين، صدّع التركيبة الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط ومزقها إلى أجزاء، وقد كتب نيل فرغسون، أهم مؤرخ عسكري في العالم، في "النيوزويك" هذا الأسبوع أن أميركا، على عكس إسرائيل، لم تبلور بعد سياسة خارجية متوازنة إزاء ما يحدث. ويبدو أن تركيز الإدارة الأميركية المبالغ فيه على الموضوع الفلسطيني عامة، وعلى البناء في المستوطنات خاصة، صرف انتباهها عمّا يجري في الدول العربية.

·       إن الاشتباكات التي شهدتها البحرين، حيث توجد أهم قاعدة لسلاح البحر التابع للجيش الأميركي في المنطقة، تظهر المشكلة الأميركية، إذ كان من الصعب على الولايات المتحدة التعبير عن معارضتها للإجراءات القاسية التي مورست في حق المحتجين الشيعة، الذين من الواضح أنهم يتظاهرون بتحريض من إيران، وأنهم من المعادين ليس فقط لحكامهم، بل لأميركا أيضاً.

·       وما لم يستوعبه الأميركيون دائماً هو أن العلاقات السياسية الوثيقة، بما في ذلك المصالح الأمنية، لا تقوم على العلاقات بين حكومات الدول فحسب، بل وربما بالأساس تقوم على القيم الثقافية المشتركة لشعوب هذه الدول أيضاً. وهذه القيم المشتركة ليست موجودة في أي دولة من دول الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل.

·       إن هذه الحقيقة والنتائج المترتبة عنها، قد لا يتبناهما فوراً، وبصورة كاملة، واضعو السياسة الأميركية، لكن يمكننا الافتراض أن أهمية إسرائيل كرصيد استراتيجي، وخصوصاً لأميركا، سيرتفع مستواها، وسينعكس هذا بصورة خاصة من خلال تعزيز الخطط العسكرية ونشر وسائل قتالية أميركية في إسرائيل، والتعاون الأمني عامة.

·       لا حاجة إلى التشديد على أهمية التعاون الاستراتيجي مع أميركا بالنسبة إلى إسرائيل، لكن إذا ما أردنا دليلاً على ذلك فإن الفيتو الأميركي في مجلس الأمن يؤكد ذلك مجدداً. إن الذين يعتقدون أن إسرائيل بهذه الطريقة تورط الولايات المتحدة، عليه أن يدرك أن العكس هو صحيح: ففي ظل الأوضاع الحالية فإن التعاون بينهما سيتوسع، وسيزداد دور إسرائيل فيه.