إيران هي الخطر على الاستقرار في الشرق الأوسط وليس إسرائيل
المصدر
مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية

تأسس في سنة 1993 على يد الدكتور توماس هيكت، وهو من زعماء اليهود في كندا، وكان تابعاً لجامعة بار إيلان، وأُطلق عليه هذا الاسم تخليداً لذكرى اتفاق السلام الإسرائيلي -المصري الذي وقّعه مناحيم بيغن وأنور السادات. يعالج مسائل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني والصراعات في المنطقة والعالم. يميل نحو وجهة نظر اليمين في إسرائيل. كما أصدر المركز مئات الدراسات والكتب باللغتين العبرية والإنكليزية.

– الورقة رقم 20

·        خلال الشهر الماضي تركز كل الاهتمام على الانتفاضات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين. وجرى تناسي الخطر الحقيقي الذي تمثله إيران على الشرق الأوسط. ومما زاد الطين بلة، الأسطورة التي بدأت تتبلور، والتي وضعت إسرائيل محل إيران، وجعلت منها الخطر الحقيقي على الإستقرار في الشرق الأوسط .

·       هناك حجتان ساهمتا في بروز هذه الأسطورة: الحجة الأولى هي التي تقول أن عدم رغبة إسرائيل في التقدم نحو السلام مع الفلسطينيين، من شأنه أن يؤدي إلى عدم الاستقرار في الشرق الأوسط في هذا الوقت الحرج. أما الحجة الثانية فمفادها أن إسرائيل تقف في الجهة الخطأ من التاريخ لأنها تحاول التخفيف من حماسة الغرب لإنتصارنموذج الثورة الإسلامية في ميدان التحرير.

·       لقد سمعنا الحجة الأولى من جانب زعماء غربيين ومن اليسار الإسرائيلي. هذا ما قالته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والمستشار السابق للأمن القومي جيمس جونز. ففي رأيهما أن النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني هو جوهر الصراع، وهو الذي يشعل الصراعات الأخرى، وفشل إسرائيل في التوصل إلى تسوية مع عباس يقوي وينمي نفوذ الراديكاليين، وأنه بات يتعين الآن الاعلان عن قيام فلسطين من أجل احتواء الخطر الإسلامي، واسترضاء الرأي العام العربي.

·       ولقد عزز اليسار الإسرائيلي هذه الحجة، عندما قال إن إسرائيل تحتاج إلى تسوية سريعة مع الفلسطينيين، لأننا لا نستطيع خوض أكثر من مواجهة في آن معاً، وعلينا تحويل طاقاتنا العسكرية والديبلوماسية من الساحة الفلسطينية إلى حدود الجبهة الناشئة مع لبنان ومصر، وبالتالي علينا الاتفاق الآن مع عباس، كي نواجه بصورة أفضل نصر الله، وآية الله الجديد في مصر.

·       بالطبع يتجاهل الأوروبيون واليسار الإسرائيلي حقيقة أن الذين يتظاهرون في القاهرة أو في صنعاء لا يفعلون ذلك من أجل فلسطين، كما يتجاهلون حقيقة أن إسرائيل ليس لديها شريك تستطيع أن تتفاوض معه على تنازلات معقولة (إذ يفضل عباس الأمم المتحدة كأداة للتفاوض)، كما يتجاهل هؤلاء أن العاصفة التي هزت ميدان التحرير قد تصل إلى ميدان المنارة في رام الله.

·       من هنا يجب عدم تحميل إسرائيل مسؤولية عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، أو التوقع أن تقوم القدس بخطوات خطرة من أجل تهدئة المحتجين في مصر.

·       إن إيران هي الخطر الذي يشعل المنطقة وليس إسرائيل. فهي البلد الذي يسعى بقوة إلى تصدير الإسلام المتطرف إلى مصر والأردن ولبنان واليمن والصومال والبحرين وعُمان والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية. وهي التي تحاول خلق عدم الاستقرار واضعاف الأنظمة الموالية للغرب في المنطقة.

·       إن إيران هي البلد الذي يمول حزب الله وحماس ويضعف محمود عباس. وهي التي تسعى إلى الحصول على السلاح النووي من أجل السيطرة على المنطقة بأسرها. إن إيران وليس إسرائيل، هي التي تحاول توظيف احتفالات ميدان التحرير في خدمة مآربها وأجندتها الخاصة.