· لا شك في أن وجود سفن حربية إيرانية في البحر الأبيض المتوسط، في حال حدوث ذلك، يزيد في احتمال وقوع صدام مباشر بينها وبين سفن سلاح البحر الإسرائيلي، وسيعني أن المواجهة بين الجانبين ستكون مباشرة، وذلك خلافاً للمواجهات السابقة التي تمت إمّا بواسطة حزب الله في لبنان، وإمّا بواسطة حركات الجهاد الإسلامي في غزة.
· ويمكن القول إن توقيت قيام إيران بمحاولة إرسال سفينتين حربيتين إلى البحر المتوسط لم يكن من قبيل المصادفة، ذلك بأنها تحتفل هذا الشهر بذكرى انتصار الثورة الخمينية، وفي إطار هذه الاحتفالات فإنها تقوم بنشاطات تهدف إلى تحقيق إنجازات وإلى رفع معنويات المؤيدين لها في الداخل والخارج.
· وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى الأسبوع الفائت أن إرسال السفينتين يشكل استفزازاً خطراً، وأنه في حال قيامهما بأي خطوة عدوانية فإن إسرائيل سترد بصورة فظة للغاية. ومع ذلك، فإن هذا التحرك يندرج في إطار استخفاف إيران المستمر بالدول الغربية، وأساساً بالولايات المتحدة وحلفائها في الاتحاد الأوروبي. كما أن إرسالهما يهدف إلى تعزيز الثقة الذاتية لدى القوى الإسلامية المتطرفة في كل من مصر ولبنان وسورية والمغرب وتونس.
· وتجدر الإشارة إلى أن السفينتين الإيرانيتين رستا في أثناء وجودهما في البحر الأحمر في ميناء جدة السعودي، وذلك بعد حصولهما على موافقة رسمية من سلطة المملكة. وقد أثار هذا التعاون السعودي - الإيراني قدراً كبيراً من المفاجأة لدى المسؤولين في الولايات المتحدة وإسرائيل.
· وما يجب قوله هو أنه من الآن فصاعداً يمكن أن تحدث سيناريوهات كثيرة تسفر عن اندلاع مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، مثل انضمام السفينتين الإيرانيتين إلى قافلة السفن الكبيرة التي تنوي التوجه إلى غزة في الفترة بين نيسان/ أبريل- أيار/ مايو المقبلين، أو قيام إحداهما بخطوة استفزازية إزاء سفينة مدنية إسرائيلية، أو إزاء إحدى السفن التابعة لسلاح البحر الإسرائيلي.