أوباما لن يتخلى عنا كما تخلى عن مبارك
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       في نهاية الأسبوع الماضي، وبعد ثلاثة عقود من الصداقة المتينة، تخلى باراك أوباما نهائياً عن حسني مبارك، وشبّه نظامه بالأنظمة التوتاليتارية السوفياتية أيام الحرب الباردة. وهكذا، فإن النظام الذي اعتبره البيت الأبيض، قبل أيام قليلة، قاعدة للاستقرار الإقليمي، تُرك ليواجه مصيره بنفسه.

·       في ظل هذا السلوك الأميركي، المرتبط بالاعتقاد الساذج أن هناك فرصة لبناء نموذج للديمقراطية الغربية في بلاد النيل، هناك سؤال يطرحه كثيرون: هل من المحتمل أن تتصرف إدارة أوباما بمثل هذه الطريقة مع إسرائيل، في ظل أوضاع وشروط تدفعها إلى الاستنتاج أن سياسة إسرائيل تتعارض مع الأهداف الأميركية الأساسية؟

·       على الرغم من القلق العميق الذي أثاره التخلي الأميركي عن الحليف المصري القديم في العالم العربي المعتدل والموالي للغرب، ولا سيما في السعودية، فإنه لا يمكن أن نستنتج من ذلك أن هذا ما سيحدث لإسرائيل، ذلك بأن الفارق بين القاهرة والقدس كبير جداً.

·       فعلى عكس نظام مبارك الذي لم يحظ بتأييد كبير في الساحة الأميركية الداخلية بعد نشوب الأحداث، فإن إسرائيل تتمتع بشبكة أمان واسعة وشاملة في واشنطن.

·       لقد برز في الأعوام الأخيرة تراجع محدود في التأييد لإسرائيل على هامش القاعدة الواسعة المؤيدة لها في الكونغرس وفي سائر التنظيمات والمؤسسات ومجموعات الضغط، لكن "العلاقات المميزة" بين الدولتين ظلت على حالها، لأن هذه العلاقات تقوم على المشاركة الوجدانية والتعاطف والتأييد من جانب طبقات واسعة في المجتمع الأميركي للتجربة الإسرائيلية. وخلال الأزمات التي نشبت في الماضي بين واشنطن والقدس، فإن الإدارة الأميركية اضطرت إلى مواجهة مجموعة من الضغوطات والقيود الداخلية من جانب الممثلين لـ"العلاقات المميزة"، الذين أجبروا المسؤولين في البيت الأبيض على التراجع عن مبادراتهم التي تلحق الضرر بإسرائيل.

·       وخلاصة القول، أنه حتى لو كان النهج الحالي للتفكير في البيت الأبيض تجاه إسرائيل يستند إلى نظرة باردة لا علاقة لها بالقيم الأخلاقية والثقافية والتاريخية التي تربط بين المجتمعَين، فإن هذه الإدارة لا تستطيع اجتياز الخطوط الحمر. ولذا، فإن هامش المناورة الذي يملكه البيت الأبيض للقيام بمبادرات تضر إسرائيل، هو هامش محدود.

·       نأمل بأن يواصل ممثلو "العلاقات المميزة" في المستقبل القيام بمهمة الكبح والضبط والردع تجاه الإدارة الأميركية التي لا يمتاز موقفها بالود تجاه الشريك الإسرائيلي، ولا يتماهى كثيراً مع بوتقة العلاقات المميزة.