· في أعقاب الوقائع الأخيرة التي شهدناها، وما نُشرعن العلاقات السيئة بين مكتب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة المنتهية ولايته غابي أشكنازي، أوجه بضع نصائح إلى رئيس الأركان الجديد.
· على بني غانتس الابتعاد عن كل ما تقوله وسائل الإعلام وتنشره، كما عليه الابتعاد عن الأطراف السياسية التي تحاول تصنيفه سياسياً. وينبغي له أن يكون مهنياً وموضوعياً، وأن يسعى لإنشاء علاقة عمل "نظيفة" مع وزير الدفاع تستند إلى الاستقامة والمهنية.
· مهمة رئيس الأركان بالغة الأهمية، وتفرض مسؤوليات كبيرة على الذين يعينونه وعلى رئيس الأركان نفسه. فإذا كان غانتس يشعر بأنه غير قادر على التفاهم مع باراك ونتنياهو يتوجب عليه رفض تعيينه. وما دام قبله فإن هذا يفرض عليه بذل كل ما في وسعه للتفاهم معهما.
· أقترح على غانتس أن يعيد الجيش إلى مكانه الملائم في البنية الديمقراطية، أي حيث تنفذ القيادة العسكرية ما تريده القيادة السياسية، سواء أعجبها ذلك أو لم يعجبها. وعليه أن يصر على التعبير عن رأيه، لكن في الغرف المغلقة وبعيداً عن الإعلام، لأن كل كلمة تصدر عنه سيكون لها أثرها في قوة الردع.
· نصيحة أخرى هي التركيز على إعداد الجيش لمواجهة الوضع الصعب الذي يمكن التنبؤ بحدوثه في ظل ما يجري حالياً في الشرق الأوسط. فمهمة رئيس الأركان ليست البحث عن حلول سياسية، إذ أن الموضوع السياسي هو من مهمات السياسيين وليس العسكريين. لقد قال دافيد بن_غوروين عندما كان وزيراً للدفاع، إنه يفضل أن يكون قادة الجيش أشبه بالجياد السريعة التي يجب لجمها، على أن يكونوا جياداً يجب تحفيزها. وفي حال قال غانتس أمام الإعلام إنه لا يملك حلاً عسكرياً لمشكلة معينة، فإنه سيلحق الأذى بقوة إسرائيل على الردع. فأعداؤنا المحتملون سيصغون إلى كل كلمة يقولها.
· وعلى رئيس الأركان الجديد معالجة كل مشكلة استراتيجية من خلال رؤية طويلة المدى لا من خلال أوضاع مجتزأة. ويجب ألا يفترض أن اتفاق السلام يولد الأمن. كما عليه ألا يفترض أنه خلال مرحلة الإعداد للسلام يمكن تقليص حجم الميزانية الأمنية. فالسلام في الشرق الأوسط غير راسخ وهو قابل للاهتزاز، مثل الأنظمة التي تحكم الدول التوتاليتارية التي تحيط بنا. ففي مصر حدثت ثورة لا نستطيع معرفة نتائجها، وفي الأردن والسعودية والسلطة الفلسطينية تسيطر أقلية على أغلبية معادية.
· وكذلك على رئيس الأركان الجديد بني غانتس أن يعرض على الحكومة الأثمان الاستراتيجية لاتفاقات السلام، ولخسارة العمق الاستراتيجي، كما عليه أن يشرح كيف نعوض خسارة المكاسب الاستراتيجية، وماذا سيكون عليه التوازن الجديد [في حال التوصل إلى اتفاقيات سلام جديدة]. فعلى سبيل المثال، نستطيع التعويض عن خسارتنا للعمق الاستراتيجي، بزيادة القوة الضاربة من أجل اعادة التوازن إلى المعادلة. لكن مشكلة خرق التوازن لا تُحل بالكلام فقط.
· عندما نذهب إلى اتفاق سلام قد نضطر إلى التنازل عن العمق الاستراتيجي، وعلى غانتس أن يُعد خطة لمواجهة أسوأ الأوضاع المحتملة في حال جرى خرق هذا الاتفاق. إذ في الشرق الأوسط كل شيء ممكن.