الديمقراطية الإسرائيلية - مخدّر مدهش
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يعتقد كثيرون منّا أن الديمقراطية أفضل كثيراً من الدكتاتورية، لكن في حال الدخول في مزيد من التفصيلات في هذا الشأن فإنه لا بُد من طرح بضعة أسئلة، مثل: ما الذي تقدمه الديمقراطية في إسرائيل لمئات الآلاف من الفقراء الموجودين فيها الذين يجدون صعوبة كبيرة في إعالة أسرهم وإطعام أطفالهم؟ وماذا تعني الديمقراطية الإسرائيلية لـ 14.000 ولد لا يجدون مأوى لهم؟ بماذا يختلف الأولاد أو الفقراء البالغون في إسرائيل عن أولاد الشوارع والفقراء في مصر الذين يعيشون في ظل سلطة الدكتاتور حسني مبارك؟

·       من ناحية أخرى، هل للإنسان العادي في إسرائيل أي تأثير في عملية اتخاذ القرارات في الحكومة؟ وهل الحكومة المنتخبة تمثل فعلاً رغبة الذين انتخبوها من خلال القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتخذها؟

·       ولعل السؤال الأكثر إثارة للحنق هو: لماذا لا يخرج المواطن الإسرائيلي إلى الشارع كي يتظاهر ضد حكومته الديمقراطية التي تستهتر به؟ إنه لا يخرج لأنه غير مبال، وعلى ما يبدو فإنه غير مبال لأن الديمقراطية الإسرائيلية مخدّر مدهش.

·       بناء على ذلك، لم يكن من قبيل المصادفة أن كثيرين منا يغبطون في الوقت الحالي الشارع في مصر أو تونس، ذلك بأن الملايين الذين تظاهروا هناك يرغبون في التغيير. ويمكن القول إن هؤلاء يعيشون في ظل دكتاتورية لكن تفكيرهم ديمقراطي، في حين أننا نعيش في ظل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط لكننا نتنازل طوعاً ومسبقاً عن حقنا في الاستفادة منها.