معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
· تُطرح، من وقت إلى آخر، مسألة الوقت الذي تحتاجه إيران للحصول على القدرة النووية العسكرية. وكانت تقديرات استخبارات الأمن القومي الأميركية لسنة 2007، والتي لم تتغير منذ ذلك الحين، فضلاً عن تصريحات مسؤولين أميركيين، والتصريحات الأخيرة لنائب رئيس الحكومة موشيه يعالون، ورئيس الموساد المنتهية ولايته مئير داغان، قد أشارت إلى أن أواسط العقد الحالي هو التاريخ الذي ستستطيع فيه إيران الحصول على القدرة العسكرية النووية.
· في 24 كانون الثاني/ يناير 2011 قال اللواء أفيف كوخافي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية قبل استلامه مهماته، إن القرارات المتعلقة بموضوع الجدول الزمني للمشروع النووي هي بين يدي القيادة في إيران، وأضاف: "انطلاقاً من التاريخ الذي ستتخذ فيه القيادة الإيرانية قرارها، سيصبح في إمكان الإيرانيين الحصول على سلاح نووي خلال عام أو عامين، وذلك استناداً إلى البنية التحتية التقنية التي لديهم، وإلى كميات اليورانيوم التي يمتلكونها". وحتى رئيس الموساد المنتهية ولايته تراجع عن تقديراته السابقة مشيراً إلى أن السيناريو الأسوأ يشير إلى أن إيران قادرة على امتلاك جهاز تفجير نووي قبل سنة 2015 بكثير.
· وتشكل التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية لمراقبة السلاح النووي بشأن إيران أساساً يمكن أن نبني عليه تقديرات معينة. فوفقاً للتقرير الأخير للوكالة، فإن إيران تملك كميات كافية من اليورانيوم القليل التخصيب، والتي في حال جرى تخصيبها إلى درجات عالية وفقاً للمعايير العسكرية، سيصبح في الإمكان استخدامها من أجل صنع الجزء المركزي لجهازَي تفجير نووين على الأقل، ولدى إيران القدرة التقنية للقيام بذلك. ويضيف التقرير أن إيران تحتاج إلى ستة أشهر من أجل إنتاج اليورانيوم المخصب بالدرجة العالية المطلوبة من أجل صنع الجزء المركزي الأول، كما تحتاج إلى ستة أشهر أخرى لتصنيع الجزء المركزي الثاني، الأمر الذي يعني أن المدة الزمنية المطلوبة لإنجاز المشروع منذ لحظة اتخاذ القرار هي عام تقريباً.
· لكن على الرغم من أن امتلاك إيران القدرات التقنية يشكل شرطاً ضرورياً لحصولها على القدرة النووية العسكرية، فإن هذه القدرات لا تكفي وحدها لتصنيع الأسلحة. فمن أجل البدء بهذه العملية، سيكون على النظام الإيراني اتخاذ سلسلة من القرارات الأساسية التي ستتحدد، بناء عليها، النتائج النهائية والجدول الزمني. وستتأثر القرارت الإيرانية باعتبارت عدة استراتيجية وسياسية محلية في معظمها. ومن المحتمل أن تأخذ إيران في حسابها قبل أن تقرر التحول "إلى دولة نووية" عدداً من الاعتبارات مثل: ما هي اللحظة الملائمة للبدء بإنتاج السلاح النووي؟ ما هي الكميات الدنيا للسلاح التي يجب تخزينها في الترسانة الإيرانية؛ هل تخاطر إيران بإنتاج مثل هذا السلاح قبل أن تضمن وجود الكميات الدنيا من المواد المطلوبة لصنع هذا السلاح في ترسانتها؟ هل يمكن لإيران إعلان قدرتها النووية عبر القيام بتجربة نووية تحت الأرض؟
· ومن دون شك، فإن إيران ستقوم بدرس قرارها من الزاوية السياسية، وستبحث في الانعكاسات الدولية لمثل هذه الخطوة، وفي الفوائد التي ربما ستجنيها منها إقليمياً، وفي الانعكاسات السلبية والإيجابية لهذه الخطوة على الوضع الداخلي في إيران، ومدى رغبتها في الوصول إلى نقطة "اللارجوع" على الساحة الدولية، بحيث تصبح إيران النووية واقعاً قائماً لا عودة عنه.