من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يجب توخي الحذر في التحليلات بشأن ما يجري في مصر، لأن اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر مكسب استراتيجي بالنسبة للدولتين، ومن شأن التحليلات غير الحذرة، والتي تطلقها الشخصيات العامة أو العسكرية، الإساءة إلى هذا الاتفاق. وعلينا ألاّ ننسى أن عدد سكان مصر هو 82 مليون نسمة معظمهم يعاني أوضاعاً اقتصادية صعبة للغاية، وأن أهم أربعة مداخيل لهذا البلد تعتمد على السلام، وهي: السياحة؛ العبور في قناة السويس؛ إنتاج النفط بالقرب من القناة؛ المساعدة الأميركية عبر تقديم المال، وتوفير فرص العمل في المصانع الأمنية التي شُيدت بأموال هذه المساعدة.
· يختلف الشعب المصري في طبيعته عن الشعوب العربية الأخرى في المنطقة. فهو لا يشبه الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة والأردن، كما أنه لا يشبه الشيعة في لبنان. إن الشعب المصري يجمع بين الاعتزاز بالنفس والتواضع، وهو لم يصب بعدوى التطرف الإسلامي على الرغم من الثورات الإسلامية التي انتشرت في المنطقة. ومن هنا، فإن احتمالات انضمام مصر إلى محور الشر الذي تقوده إيران ضئيلة للغاية. وحتى لو وصل الإخوان المسلمون إلى السلطة في انتخابات ديمقراطية، فإنهم سيكونون مختلفين عن حركة حماس، ولن تسيطر الفورة الدينية على مصر مثلما هي الحال في أماكن متعددة من العالم العربي.
· إن قوات الأمن المصرية كبيرة وقوية، وحجم الجماهير المشاركة في التظاهرات، مقارنة بهذه القوات، هو أشبه بنقطة في بحر. وما دامت قوات الأمن خاضعة للنظام، فإن احتمالات نجاح الثورة ضعيفة، لكن الموجة الحالية من الاحتجاجات تفرض على النظام في مصر الإصغاء إليها والقيام بتغييرات كبيرة في جدول الأعمال الاجتماعي ـ الاقتصادي. كما يجب أن تتم هذه التغييرات بالتدريج، ومن هنا، أعتقد أن الرئيس مبارك محق في قراره عدم الاستقالة فوراً، وإنما قيادة عملية التغيير حتى موعد الانتخابات في أيلول/ سبتمبر، من أجل الإفساح في المجال أمام جمهور المحتجين للاستعداد للانتخابات، ومنع "ديمقراطية" الإخوان المسلمين من الوصول إلى السلطة.
· إن الفوضى في مصر ستجعل الوضع خطراً على حدودنا معها، وخصوصاً فيما يتعلق بتدفق اللاجئين من إفريقيا، لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو وضع الحدود بين مصر وقطاع غزة. إن الكلام الذي قلته في الماضي بشأن المشكلات الكثيرة الناتجة من عدم سيطرة الجيش الإسرائيلي على هذا الجزء من الحدود ما زال صحيحاً اليوم وبحدة أكبر.
· هناك من يرى في "الحدود المفتوحة" بين غزة ومصر، إمكان بداية الدخول في حيز التنفيذ لحل ضم غزة إلى مصر. وعلى الرغم من أن مثل هذا الحل ربما يكون جيداً لإسرائيل، فإني لا أعتقد أنه ممكن التحقيق، لأنه يتعارض مع مصلحة الطرفين المصري والغزي.
· على دولة إسرائيل عامة والجيش الإسرائيلي خاصة أن يكونا يقظَين تجاه الوضع في مصر، لكن من دون أن يتدخلا فيه. ويجب تشديد الإجراءات في مواجهة المتسللين، وأن نكون مستعدين للسيطرة على محور فيلادلفي في المنطقة الواقعة بين مصر وغزة، من دون المساس بقوات الأمن المصرية.
· علاوة على ذلك، ينبغي لدولة إسرائيل السماح لمصر بإدخال عدة كتائب من الجيش المصري إلى سيناء (الأمر الذي ربما يشكل خروجاً عن اتفاق السلام، في مقابل تعهدات أميركية بخروج هذه الكتائب بعد انتهاء مهمتها أو بناء على طلب من إسرائيل)، من أجل السيطرة على المكان وإحباط عمليات حماس والبدو الذين يفعلون في صحراء سيناء ما يحلو لهم.