نتنياهو سيبقى من دون أي حليف عربي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       لا شك في أن الانقلاب في مصر سيفاقم أزمة إسرائيل الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وذلك لأنه سيبقيها وحيدة من دون حلفاء. وقد بدأت هذه الأزمة في أيار/ مايو 2010 عندما انهار التحالف الاستراتيجي مع تركيا عقب حادثة السيطرة على قافلة السفن التي كانت متجهة إلى غزة.

·       وكان بنيامين نتنياهو قد بادر لدى تسلمه مهمات رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى معانقة الرئيس المصري حسني مبارك، ونجح في عقد تحالف معه على أساس الخشية المشتركة من تغلغل إيران في المنطقة، كما أنه نجح في إقناعه برغبته في التوصل إلى السلام [مع الفلسطينيين]. ولا شك في أن سقوط مبارك سيجعل نتنياهو من دون أي حليف عربي. ومع أن احتمال حلول عمر سليمان [وزير المخابرات المصرية] محل مبارك ينطوي على فوائد جمة لإسرائيل، إلا إن مصر في المرحلة القريبة المقبلة ستكون مهتمة أكثر من أي شيء آخر بشؤونها الداخلية، ولن تكون ضالعة في عملية السلام كما كانت ضالعة إلى الآن.

·       في الوقت نفسه، فإن إسرائيل ستواجه في الجبهة الشرقية تذمر العاهل الأردني الملك عبد الله الذي لا يكف عن تحميلها مسؤولية الجمود المسيطر على العملية السياسية، ويرفض عقد لقاء مع نتنياهو، في حين أنها ستواجه في جبهتها الشمالية حكومة لبنانية يسيطر عليها حزب الله. أمّا في المناطق الفلسطينية [المحتلة] فإن [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس يخوض في الوقت الحالي حرباً مصيرية ضد شبكة الجزيرة التي كشفت وثائق تتعلق بتقديمه تنازلات بعيدة المدى في أثناء المفاوضات [مع إسرائيل]، وتصوّره على أنه بمثابة خائن لشعبه. فضلاً عن ذلك، فإن أحداث مصر يمكن أن تشكل محفزاً للشعب الفلسطيني كي يخرج إلى الشوارع ويسقط سلطة عباس. وإذا لم يكن ذلك كله كافياً، فإنه لا بُد من القول إن الشرق الأوسط برمته سيبقى مع إدارة أميركية ضعيفة توحي بأنها قد رفعت يدها عنه.

·       في ضوء هذا الوضع فإن ما يبقى أمام نتنياهو هو: إمّا الاتفاق سريعاً مع عباس على صفقة تكون شبيهة بالاقتراح الذي عرضه [رئيس الحكومة السابق] إيهود أولمرت عليه، وإمّا التخلي عن الفلسطينيين وعقد صفقة مع دمشق يكون فحواها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من هضبة الجولان في مقابل انفصال سورية عن إيران وحزب الله.