· ثمة ثلاثة سيناريوهات تتعلق بما يمكن أن يحدث في مصر: أولاً، أن تنجح السلطة الحالية (برئاسة حسني مبارك أو عمر سليمان) في البقاء؛ ثانياً، أن تتسلم السلطة حكومة علمانية وربما تبدأ بممارسة ديمقراطية حقيقية؛ ثالثاً، أن يسيطر الإخوان المسلمون على السلطة إمّا من خلال استغلال الفوضى القائمة وإمّا نتيجة تحقيق فوز كبير في انتخابات عامة وديمقراطية.
· ولا شك في أن تحقق السيناريو الثالث ينطوي على تغيير استراتيجي جذري [بالنسبة لإسرائيل]، ويمكن أن تترتب عليه تداعيات خطرة للغاية مثل: - أن تشعر حركة "حماس" بثقة كافية تجعلها تسعى نحو تحقيق خطوة شبيهة في مناطق السلطة الفلسطينية، الأمر الذي من شأنه أن يضع حداً للعملية السياسية [مع إسرائيل]؛ - أن تحذو دول أخرى في الشرق الأوسط، مثل الأردن، حذو مصر؛ - من المعروف أنه على مدار 32 عاماً الماضية [أي منذ توقيع معاهدة السلام الإسرائيلية - المصرية] كان في إمكان إسرائيل أن تشن حروباً وعمليات عسكرية [على أطراف عربية]، بما في ذلك حربان على لبنان [في سنة 1982 وسنة 2006] وعملية "السور الواقي" في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] سنة 2002، من دون أن تخشى ردة فعل عسكرية مصرية، لكن في حال سيطرة حزب إسلامي متطرف على السلطة في مصر فإن هذا الأمر لن يحدث في المستقبل. كذلك فإنه كان في إمكان الجيش الإسرائيلي أن يجازف قليلاً في كل ما يتعلق بمجال بناء قوته العسكرية ما دامت مصر لا تشكل خطراً كبيراً عليه، لكن الوضع الجديد الناجم عن سيطرة الإخوان المسلمين ربما سيجبر إسرائيل على زيادة ميزانيتها الأمنية وتغيير سلم أولويات جيشها.
· إن العزاء الوحيد لنا الآن هو أنه حتى في حال تحقق مثل هذا السيناريو فإن السلطة الجديدة في مصر ستحتاج إلى بضعة أعوام كي تجعل مكانتها مستقرة داخلياً. وبكلمات أخرى يمكن القول: إذا ما حدث تغيير استراتيجي نحو الأسوأ فسيكون لدينا متسع من الوقت لدراسته والاستعداد له كما يجب.