الهجوم الإسرائيلي على إيران من دون التنسيق مع الولايات المتحدة أو رغماً عنها خطأ كبير
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 

·       تتوالى زيارات المسؤولين في الإدارة الأميركية لإسرائيل، من زيارة مستشار الأمن القومي دونيلون مروراً بزيارة وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون وصولاً إلى الزيارة المرتقبة لوزير الدفاع الأميركي بانيتا. والكل يعرف سبب هذه الزيارات، إذ تبذل إدارة أوباما كل ما في وسعها من أجل منع هجوم إسرائيلي قريب على إيران، وليس هناك من سبب آخر يمكن أن يدفع هؤلاء المسؤولين الكبار إلى زيارة القدس. إذ تكتفي واشنطن في الأيام العادية ببعث رسائل واضحة إلى القدس عبر المكالمات الهاتفية.

·       في الخريف الماضي، أعرب عدد من المسؤولين الأمنيين السابقين، وعلى رأسهم رئيس الموساد مئير داغان، عن تخوفهم من إقدام إسرائيل على مهاجمة إيران.

·       وفي فصل الربيع الفائت، أثارت تصريحات الرئيس السابق لجهاز الشاباك يوفال ديسكين  جدلاَ صغيراً، واليوم يبدو أن داغان وديسكين قد استسلما لأن أحداً لم يقتنع بانتقاداتهما الحادة ضد السياسيين، ولا بأن الهجوم على إيران فكرة مجنونة.

·       لكن علينا أن ندرك أن الهجوم على إيران ليس موضوعاً عادياً يمكن أن نتعب منه وأن نضعه جانباً. ففي الشهر الماضي حلت ذكرى مرور ثلاثين عاماً على حرب لبنان الأولى، التي كانت هي أيضاً موضع جدل عام حسمه أريئيل شارون بمفرده تقريبا. وعليناألاّ نسمح الآن للتعب باستبعاد الموضوع من النقاش العام، ولا سيما أن كل الأطراف تعتبر أن القرار الذي سيتخذ بشأنه سيكون قراراً تاريخياً.

·       لا يجوز أن نعتقد أننا غير قادرين على الحكم الصحيح، وعلى الرغم من أن المسؤولين السياسيين يعرفون بضعة أشياء لا نعرفها نحن، وفي طليعتها الفائدة المتوقعة من الهجوم الإسرائيلي والتقديرات بشأن الثمن الذي سندفعه من حياة جنودنا، فإن تفكير الناس أفضل من تفكير السياسيين فيما يتعلق بأمور أخرى كثيرة، ولا سيما بالنسبة إلى الضرر الذي سيلحق بالاستقرار في الشرق الأوسط، وانعكاسات الهجوم الإسرائيلي على إصرار إيران على التوصل إلى إنتاج القنبلة، والشرعية التي سيحصل عليها النظام في طهران من أجل مواصلة مشروعه النووي، فضلاً عن مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة في حال نفذت إسرائيل الهجوم رغماً عن إرادتها.

·       إنني مقتنع تماماً بالنزاهة الشخصية والقدرة الاحترافية لكل من رئيس الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس الموساد. لكن التاريخ علمنا أنه في التسلسل الهرمي من الصعب على الرجل العسكري أن يلجم السياسي المقتنع بصواب رأيه. وعلى الأرجح أن غانتس وكوخافي وفوردو سيبدون رأيهم،  لكن على الجمهور أن يعبر هو أيضاً عن رأيه بقوة كبيرة.

·       إنني أنتمي إلى الفئة التي تعتقد أن الهجوم على إيران سيكون خطأ كبيراً، ولا سيما إذا حدث من دون التنسيق مع الولايات المتحدة، أو رغماً عن إرادتها.