·       يمكن القول إن أجهزة الاستخبارات باتت ترى أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد أصبح حتمياً، ولذا انتقلت في الآونة الأخيرة إلى الحديث عما سيحدث بعد سقوطه. وتشير التقديرات السائدة لدى هذه الأجهزة في هذا الشأن إلى أن الحرب في سورية لن تتوقف حتى بعد سقوط النظام، ويعود سبب ذلك إلى أن الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد لن تستسلم وستستمر في القتال كي تحافظ على بقائها.

·       وفي واقع الأمر فإن الصراع بين العلويين والسنّة في سورية يزداد حدة من يوم إلى آخر، وعمليات الانشقاق من صفوف الجيش السوري تشمل أساساً الضباط والجنود السنّة، في الوقت الذي يتحول فيه خطاب هؤلاء المنشقين أكثر فأكثر إلى خطاب طائفي يركز على ضرورة وضع حدّ للهيمنة العلوية على السلطة. ويشكل هذا الأمر دليلاً على أن الحرب في سورية ستستمر حتى بعد سقوط نظام الأسد.

·       وتشير بعض التقارير الاستخباراتية الواردة من سورية إلى أن العلويين منشغلون في الوقت الحالي بإنشاء ميليشيات عسكرية خاصة بهم تتولى المسؤولية عن الأمن في المناطق التي يسكنون فيها، والهدف منها هو إخماد شرارة أي انتفاضة ضدهم في المستقبل. وعلى ما يبدو فإنهم لا يثقون بأن الجيش السوري سيبقى واقفاً إلى جانبهم إلى الأبد.

·       في المقابل لم تنضم سائر الأقليات في سورية، وهي الدروز والأكراد والمسيحيين إلى المتمردين، ولا تزال تعتبر النظام الحالي بمثابة درع واق لها.

·       في هذه الأثناء، يستعد الروس لإخلاء رعاياهم من سورية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وعلى ما يبدو فإن المسؤولين في روسيا يعرفون أموراً تتعلق بآخر تطورات الوضع في سورية ما زال الرئيس الأسد لا يعرفها.