على زعماء الحريديم التوقف عن الدفاع عن المتهربين من الخدمة العسكرية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

·       جاء في الرسالة التي أرسلها دافيد بن- غوريون في كانون الثاني/يناير 1951 إلى رئيس الأركان آنذاك يغآل يادين ما يلي: "بالاستناد إلى المادة 12 من قانون الخدمة العسكرية، قررت إعفاء تلامذة اليشيفوت من الخدمة الإلزامية، ويطبق هذا الإعفاء فقط على تلامذة اليشيفوت الذين يتعلمون التوراة طوال الفترة التي يستغرقها هذا التعليم." وكان الهدف هو إعفاء 400 طالب من اليشيفوت (المدارس الدينية) من الخدمة العسكرية الإلزامية بعد الضربة القاسية التي تعرضت لها المدارس الدينية نتيجة الكارثة النازية، بالإضافة إلى رغبة بن- غوريون في التوصل إلى تسوية مع الزعامات الحريدية. لقد مرت أكثر من ستة عقود على هذا الاتفاق، تضاعف خلالها عدد الذين يحصلون على إعفاء من الخدمة العسكرية نحو 100٪، والمطلوب اليوم من الحكومة التوصل إلى قرار استراتيجي حاسم بشأن خدمة الحريديم في الجيش.

·       منذ قيام دولة إسرائيل، كان هناك اتفاق غير مكتوب بينها وبين الجمهور الحريدي، سمح لهؤلاء بالمحافظة على نمط حياتهم وعلى تطوير اليشيفوت [المدارس الدينية] ومراكز التوراة وتوسيعها. لكن في الوقت نفسه كان واضحاً للجميع في القطاع الحريدي أن مَن لا يتعلم التوراة عليه أن يحمل السلاح وأن يتحمل جزءاً من العبء الأمني.

·       وحتى تشكيل كتيبة الناحل الخاصة بالحريديم في كانون الثاني/يناير1999، كان لدى الحريديم حجة مقنعة للدفاع عن عدم التحاقهم بالخدمة العسكرية، فكانوا يقولون إن هذه الخدمة تستند إلى معايير المجتمع العلماني والمختلط، الأمر الذي قد يشكل خطراً روحانياً على المجندين الحريديم. وكان زعماء الطائفة الحريدية يرونه خطرا حقيقيا يجب بذل كل شيء من أجل محاربته.

·       لقد كنت من بين خريجي الدورة الأولى لكتيبة الناحل الخاصة بالحريديم في الجيش الإسرائيلي، وفي إمكاني القول إن الإجراءات التي جرى الاتفاق بشأنها بين حاخامي الكتيبة وبين قادة الجيش (وما زالت سارية حتى اليوم) تسمح لكل من يشاء بالمحافظة على نمط الحياة الخاصة بالحريديم بصورة كاملة.

·       في سنة 2012 تعهد الجيش الإسرائيلي الوفاء بكل التزاماته، من حيث أن تكون المعسكرات المخصصة للحريديم للرجال فقط، وأن تحترم قواعد الطعام الكاشير الأكثر تشدداً، وأن يرافق الحاخامون الجنود طوال مدة خدمتهم العسكرية يومياً حتى خلال التدريبات والخدمة العملانية. لذا فإن الناحل الحريدي كان ولا يزال المكان المثالي للمحافظة على الحياة الدينية خلال القيام بالخدمة العسكرية.

·       يصعب علي فهم سبب معارضة ممثلي الجمهور الحريدي لكتيبة الناحل الحريدية، ففي الوقت الذي بذلنا فيه، نحن جنود الكتيبة الحريدية، كل ما في وسعنا للتحاور مع هؤلاء، إلاّ إنهم حافظوا على الصمت الكامل ولم يتحاوروا معنا، ورفضوا المساعدة التي عرضناها عليهم باستخفاف واستعلاء، وامتنعوا من زيارة معسكر الكتيبة والتعرف عن قرب إلى كيفية المحافظة على الفرائض الدينية. وبدلاً من أن نحظى بالتشجيع والثناء، تعرضنا للازدراء والرفض، فكانت الصورة الشائعة عن جنود كتيبة الناحل الحريدي هي صورة الكفار الذين أغراهم العالم العلماني، والذين يجلبون العار للعالم الحريدي برمته.

·       إنه لأمر مثير للغضب سماع ممثلين عن المجتمع الحريدي يستخدمون اليوم كتيبة الناحل الحريدية في مقابلاتهم كي يثبتوا أن الحريديم لا يتهربون من الخدمة العسكرية، وذلك في الوقت الذي يعملون فيه من الداخل على نزع الشرعية عنها. فلا يحق لهؤلاء استخدام كتيبة الناحل الحريدية وسيلة دعائية لتحسين الصورة الحريدية.