هدف زيارة ميت رومني لإسرائيل التشديد على أن العلاقات الأميركية - الإسرائيلية ستكون مختلفة وأكثر حرارة في عهده
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       من المنتظر أن يزور مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني إسرائيل في نهاية الشهر الجاري، وستكون هذه زيارته الرابعة لها، إذ سبق له أن زار إسرائيل بصفته ممثلاً للكنيسة المورمونية، ومحاضراً في "مؤتمر هرتسليا"، وأيضاً في بداية حملته الانتخابية (في كانون الثاني/يناير).

·       وليس من قبيل الصدفة أن يأتي رومني إلى إسرائيل قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. فالهدف الأساسي الذي يسعى له هو إظهار الفارق بينه وبين باراك أوباما، الذي لم يزر إسرائيل منذ انتخابه رئيساًَ، والتشديد على أن العلاقة مع الدولة اليهودية ستكون في عهده مختلفة وأكثر حرارة.

·       ويأمل رومني بأن تشكل زيارته الناجحة لإسرائيل رسالة موجهة إلى أربع جهات: أولاً، جمهور الناخبين اليهود في الولايات المتحدة. فقد أشاعت البرودة في العلاقة بين باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جواً من عدم الارتياح لدى أوساط عديدة من اليهود الأميركيين، الأمر الذي يحاول رومني استغلاله لمصلحته.

·       ثانياً، المال اليهودي. ففي العادة، يذهب المال اليهودي، مثل أصوات اليهود، إلى الحزب الديمقراطي، وتشير التقديرات إلى أن المساهمة التي يقدمها المتبرعون اليهود أو المؤيدون لإسرائيل تعادل نحو ربع إلى ثلث مجموع الأموال التي تجمع خلال المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة. ومن الصعب تقدير المبلغ بدقة، إلاّ أن الجمهوريين سيفرحون كثيراً في حال حصلوا على أموال المتبرعين الذين كانوا في الماضي يتبرعون للحزب الديمقراطي.

·       ثالثاً، الجمهور المسيحي الإنجيلي. إذ لا يزال جمهور هذه الطائفة يقف موقفاً مشككاً إزاء رومني المورموني، وإزاء ماضيه الليبرالي عندما كان حاكماً لولاية مساشوستس. فقد فشل رومني في الحصول على أصوات الإنجيليين في الانتخابات الحزبية، وهو يأمل من خلال زيارته "الأرض المقدسة" بأن يحصل على ثقتهم نظراً إلى تأييدهم الكبير لإسرائيل.

·       رابعاً، السياسة الخارجية. فرومني لا يملك أي تجربة في السياسة الخارجية، وتشير كل استطلاعات الرأي إلى تفوق كبير لأوباما عليه في هذا المجال. كذلك، لا يستطيع رومني أن يميز نفسه عن أوباما فيما يتعلق بموضوعات مثل أفغانستان وباكستان والعراق وإيران، نظراً إلى السياسة العدائية والناجحة التي يمارسها الرئيس الأميركي. في حين قد تشكل الانتقادات الموجهة إلى أوباما بسبب علاقته بإسرائيل، وعدم إحراز أي تقدم في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، فرصة بالنسبة إلى رومني لإبراز زعامته، وذلك بعد لقاءاته في القدس ورام الله.

·       في إثر إعلان زيارة رومني لإسرائيل، قرر أوباما إرسال وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في زيارة استباقية إلى المنطقة، وذلك لتأكيد حضور الحزب الديمقراطي هناك قبل زيارة الحزب الجمهوري.

·       مع ذلك، لا يحق لأوباما أن يتذمر من زيارة رومني، فهو فعل الأمر نفسه قبل أربعة أعوام لدى زيارته القدس وسديروت. صحيح أن أوباما لم يزر إسرائيل منذ انتخابه رئيساً، لكن، عادة، لا يسارع الرؤساء المنتخبون إلى القيام بمثل هذه الزيارات. فحتى جورج بوش الابن، الذي كان يعتبر الصديق المقرب لرئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، قام بزيارتين لإسرائيل خلال الولاية الثانية له في كانون الثاني/يناير وفي أيار/مايو 2008.