من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· سيخرج الفلسطينيون من منازلهم في حرّ الصيف المقدسي، وسيتظاهرون في الطريق المؤدية إلى شارع صلاح الدين في اتجاه أسوار البلدة القديمة. سيكونون بالعشرات ثم سيصبح عددهم مئة ومئتين ثم ألفاً فعشرة آلاف متظاهر يهتفون "استقلال"، طبعاً ليس تأييداً للحركة السياسية الجديدة التي أسسها إيهود باراك، وإنما للمطالبة بطرد إسرائيل من المناطق الواقعة وراء الخط الأخضر، ولإقامة دولة فلسطينية، مثلما قام المتظاهرون في تونس بطرد الرئيس زين بن علي.
· كيف سترد إسرائيل على ذلك؟ هل ستطلق النار على المتظاهرين وتقتلهم أمام عدسات كاميرات العالم؟ إن ذلك سيشكل كارثة على صعيد صورة إسرائيل في العالم. هل ستقوم بسجن الآلاف لأنهم قاموا بتظاهرة غير قانونية؟ هذا أمر غير عملي. هل ستتهم السلطة الفلسطينية؟ لا معنى لذلك. لكن ماذا سيحدث لو واصل المتظاهرون تحركهم يوماً بعد يوم، مدعومين بالتأييد الدولي؟
· إن هذا السيناريو الذي أطلق عليه الباحثان شاوول مشعال ودورون متز اسم "الانتفاضة البيضاء" يمكن أن يتحقق في آب/ أغسطس - أيلول/ سبتمبر المقبلين، أي في الموعد الذي حدده الفلسطينيون للإعلان عن دولتهم المستقلة.
· يقوم محمود عباس وسلام فياض بتطويق بنيامين نتنياهو. كما أن تحركهما الذي يجمع بين بناء المؤسسات والعمل على الحصول على الاعتراف الدولي، يعزل إسرائيل، ويظهرها رافضة للسلام، ومصرة على التمسك بالمستوطنات.
· لقد بدأ العالم يتعود، بالتدريج، على فكرة انضمام فلسطين إلى عائلة الأمم المتحدة في الصيف المقبل. فهذا ما أكده الرئيس باراك أوباما في الخطاب الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا ما أكدته أيضاً وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الكلمة التي ألقتها في معهد سابان حين قالت: "الدولة الفلسطينية الناجمة عن المفاوضات أمر لا مفر منه"، وكذلك ما شددت عليه دول أميركا اللاتينية، وما قالته اليوم روسيا - العضوة في اللجنة الرباعية. ومن الواضح أنه من دون مفاوضات، فإن التدويل سيحدث.
· إن خيبة الأمل ستكون بحجم التوقعات الفلسطينية في حال جاء أيلول/ سبتمبر ولم يتحقق الاستقلال. فعندما تأجل موعد التسوية الدائمة الذي كان مقرراً في 13 أيلول/ سبتمبر سنة 2000، نشبت الانتفاضة بعد مرور أسبوعين ونصف أسبوع. وهذه المرة أعدّ الفلسطينيون مسبقاً الدعم الدولي لهم، وفي حال تصرفوا بحكمة، فإنهم سيمتنعون من تفجير الأوتوبيسات، وسيركزون على احتجاجات الشارع، مثلما يحدث في بلعين، لكن هذه المرة سيجري الأمر في القدس الشرقية.
· لا أحد يصدق الادعاءات التي يدافع بها نتنياهو عن نفسه متهماً الفلسطينيين بإفشال المفاوضات. فقد أخبر عباس الجميع أنه أرسل إلى نتنياهو اقتراحاً تفصيلياً للسلام تضمن المشكلات الجوهرية كلها، وأن رئيس الحكومة لم يرد عليه، والعالم يصدق ما يقوله.
· لقد حققت "معركة الكبح الدبلوماسي" التي تخوضها إسرائيل ضد الاعتراف بفلسطين نجاحاً جزئياً. فالكونغرس الأميركي والاتحاد الأوروبي عبّرا عن معارضتهما إعلان الاستقلال من طرف واحد، لكن الموقف الإسرائيلي يتآكل مع إعلان كل دولة اعترافها بفلسطين ضمن حدود 1967.
· يرد نتنياهو على ذلك بمزيد من التشدد. فقد طرد وزراء العمل المتمردين من حكومته، واختار ائتلافاً يمينياً كي يظهر "موقفاً صارماً" في مواجهة الضغط الدولي. والآن أمامه بضعة خيارات للعمل من أجل إحباط استقلال فلسطين وكلها سيئة، إذ إنه تأخر عن تقديم خطة سياسية يمكن أن تقنع العالم، وتحظى بموافقة الائتلاف اليميني. في إمكانه مهاجمة إيران، أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة، لكن الخطر في الحالتين سيكون كبيراً، ولن يصار إلاّ إلى تأجيل المشكلة. كما أن في استطاعته زعزعة سلطة عباس بالقيام بخطوات انتقامية، مثل العمل على إعادة غلعاد شاليط، في مقابل إطلاق سراح ناشطين من حماس وإعادتهم إلى الضفة الغربية، الأمر الذي سيضر بالسلطة، لكن ذلك سيهدد إسرائيل أيضاً. وفي إمكانه الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن الحدود الحالية، وتحقيق الانفصال عنها، ثم اقتراح التفاوض معها.