· أعطى الرئيس باراك أوباما في شهر كانون الأول/ ديسمبر فرصة نجاح لا تتعدى 50% للاتفاق بين القوى العظمى وإيران حول برنامجها النووي، على الرغم من النشوة التي غمرت العالم ومن ضمنه الإدارة الأميركية، بعد التوقيع في جنيف على الاتفاق الانتقالي.
· وأمس في فيينا، تجددت المفاوضات بين إيران والقوى العظمى، وهي هذه المرة حول الاتفاق الدائم. لكن ال 50% التي ذكرها أوباما تبدو نسبة مرتفعة اليوم قياساً بالصفر الذي منحه للمفاوضات غاري سيمور مستشار أوباما السابق لشؤون تفكيك البرنامج النووي الإيراني الذي شارك في المفاوضات النووية.
· سبق أن قالت القدس مثل هذا الكلام، لكنهم تعاملوا معها وكأنها تعكر الأجواء. ربما سيدركون اليوم سبب عدم تأثر نتنياهو في أيلول/ سبتمبر الماضي بابتسامات روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
· تثبت مقابلة سيمور مع جيفري غولدبيرغ إلى أي حد يدرك العالم ماذا تريده إيران (القنبلة النووية)، لكن هذا العالم يريد ما تريده إيران (بما فيه الإدارة الأميركية) أي كسب الوقت. ويطلق سيمور على ذلك اسم "وقف كلاسيكي لإطلاق النار". فالأفكار المطروحة لا تقضي بحل المشكلة، ولكن بتأجيلها الى موعد لاحق متأخر. لقد ضغطت إيران والقوى العظمى معاً على زر "pause". فهذا مريح للقوى العظمى ومناسب جداً بالنسبة لإيران.
· وفي ظل الوتيرة الحالية، فمن شأن الإيرانيين جني المزيد من الثمار والحوار مع الأميركيين حول مستقبل مشاريع التعاون، وتطوير اقتصاد بلدهم، ومواصلة الخروج من العزلة الدولية. وفي المقابل، لا يبدون أي استعداد للتخلي عن جهاز طرد مركزي واحد.
· إن ما قاله غاري سيمور أمس في هذه المقابلة لم يأتنا بجديد هنا في إسرائيل. لكن حقيقة أنه هو بالذات من يقول هذا الكلام، يجعل الأمر مهماً وخطيراً للغاية. لكن مع الأسف لم يعد سيمور اليوم في طاقم موظفي البيت الأبيض، وإنما في الطاقم الأكاديمي لجامعة هارفرد.
· ولهذا السبب بالضبط، يستطيع الزعيم الروحي لإيران [المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية] علي خامنئي، مواصلة التحدي عشية المفاوضات والقول إنها "لن تؤدي إلى نتيجة". كما يستطيع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني مطالبة القوى العظمى بعدم فرض مطالب جديدة، وبعدم المطالبة بالإشراف على برنامج ايران للصواريخ الباليستية.