القاهرة محرجة من التعاون الاستراتيجي مع إسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      رفضت مصر بعد وقوع العملية المسلحة في طابا ضد حافلة السياح من كوريا الجنوبية الأسبوع الفائت، العرض الإسرائيلي بإدخال الجرحى إلى مستشفيات إسرائيلية حتى لو كانت حياتهم في خطر. وعلى ما يبدو فإن ثمة مسؤولين في الجانب المصري يخشون الانتقادات الموجهة للتعاون العلني الوثيق جداً مع إسرائيل.

·      ويمكن القول إن منفذي العملية ضد الحافلة نجحوا في تحقيق ثلاثة أهداف: أولاً، وجهوا صفعة إلى أجهزة الأمن والجيش والاستخبارات في مصر؛ ثانياً، أثاروا توتراً على طول الحدود المشتركة [مع إسرائيل]؛ ثالثاً، شوّشوا الخطة التي وضعت في عدة دول في أوروبا لإزالة التحذير من السفر إلى مصر.

·      ومعروف أن السياحة ثاني مصدر دخل للاقتصاد المصري بعد قناة السويس. وحتى سلسلة الثورات الأخيرة في مصر، كان نحو 3 ملايين عائلة مصرية تعيش من الرحلات الجوية والمبيت في الفنادق والجولات والمطاعم والمتنزهات والمشتريات.

·      وليس من المبالغة القول إن الاقتصاد هو الذي سيحسم مسألة استقرار كرسي الرئيس المصري المقبل. ومع أن المشير عبد الفتاح السيسي لم ينزع حتى الآن البزة العسكرية ولم يعلن بصوته نبأ تنافسه ولم يكشف النقاب عن خططه، إلا إن انتصاره الساحق يبدو مؤكداً وإن كان لا أحد في مصر يعرف كيف يعتزم التصدي للضائقة الاقتصادية والبطالة والفقر، وكيف سيجلب المستثمرين، وكيف سينجح في إعادة السياح.

·      في نهاية الأسبوع الفائت وصلت إلى إسرائيل رسالة محرجة من القاهرة. فقد ملأت صحيفة "الأهرام" الرسمية اليومية الصفحة الأولى كلها بعناوين عن قضية تجسس جديدة نجمها مواطن مصري اسمه عبد الباقي حسين عمل تحت إمرة مسؤولين من جهاز الموساد الإسرائيلي هما مئير وشاؤول.

·      لقد حاول أصدقائي المصريون إقناعي بأن القصة كلها مجرد هراء. لكن خبراء أكبر اعترفوا بصراحة بأن النشر يدل على أزمة لدى السلطة، وعلى جهد بدائي لإيجاد إجماع. أما التحليل الذي يقدمه العارفون عندنا فيشير إلى أن المقربين من الرئيس المرشح السيسي لا يحبون التسريبات لدينا حول التعاون الأمني الاستراتيجي بين الدولتين، ولذا فإنهم معنيون بالإيضاح أن هذا التعاون الذي لم يسبق له مثيل حتى في عصر الرئيس السابق حسني مبارك موقت ولغرض عاجل، وفي وقت لاحق فإن مصر السيسي ستحرص على الحفاظ على مسافة بينها وبين إسرائيل.

 

المزيد ضمن العدد 1838