العملية الدبلوماسية مع إيران تكبّل يد إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       مرة أخرى جلس ممثلو إيران ومجموعة الدول 5+1 حول طاولة واحدة في جولة مفاوضات جديدة تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وهذه المرة بهدف الوصول إلى اتفاق نهائي بعد البدء بتطبيق الاتفاق المرحلي الذي وقع في جنيف في تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت ويبدو أن الجميع راض عن إجراءات تطبيقه.

·       ولا شك في أن إيران ما بعد اتفاق جنيف ليست مثلما كانت عليه قبل الاتفاق. فقد حظي نظام آيات الله باعتراف الغرب الذي انتظرته طهران 35 عاماً. كما يمكن القول إن حملة المقاطعة التي كانت مفروضة على إيران انتهت وباتت وفود من كل دول العالم تتوجه إليها لمصافحة الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف ولسماع ما يقوله المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي. حتى البيت الأبيض أصبح يلاحق الإيرانيين في الساحة السياسية لا في الساحة العسكرية، على الرغم من أن الإيرانيين ما زالوا يلاحقون الأميركيين بالسفن الحربية.

·       وأفاد نائب وزير النفط الإيراني أنه بعد التوقيع على اتفاق جنيف، بدأت بعض شركات النفط الدولية المعنية بالاستثمار في إيران عملية مفاوضات معها. ويحق لإيران الآن توقيع اتفاقيات تجارية مع شركات من الصين والهند وتركيا وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية. وتعرب روسيا عن اهتمامها بتوقيع اتفاق تجاري مع إيران في ظل تجاهل مطلق للعقوبات والاحتجاجات من جانب الغرب.

·       لقد عاد الاقتصاد الإيراني الذي تدهور في الأعوام الأخيرة إلى ما يشبه الاستقرار، ونجحت حكومة روحاني في وقف التضخم المالي المتصاعد، وبدأ السياح الأجانب بالعودة إلى المواقع السياحية الإيرانية. كما أن وفداً يضم أكثر من 100 رجل أعمال فرنسي زار طهران أخيراً لفحص إمكان عقد صفقات تجارية مع رجال أعمال إيرانيين خلافاً لموقف الرئيس الفرنسي.

·       يمكن القول إنه بعد عشرة أعوام من صراع البقاء الاقتصادي، أصبح بإمكان إيران أن تتنفس الصعداء. إن الوضع الحالي للجمهورية الإسلامية الإيرانية جيّد، فالتيار المحافظ يحصل على ما يريد، والدولة لا تتجاوز الخطوط الحُمر التي رسمها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وفي الوقت عينه فإن أجهزة الطرد المركزي لا تكف عن الدوران، وعندما يقرّر الإيرانيون سيكون في حيازتهم سلاح نووي. من جهة أخرى، فإن التيار الإصلاحي والشعب الإيراني راضيان عن التحسن الاقتصادي وعن عودة إيران إلى حضن الأسرة الدولية.

·       بناء على ذلك كله، فإن روحاني يسأل نفسه: "لماذا يجب أن نعقّد الأمور الآن في اتفاق نهائي؟". ولعل هذا يفسر أيضاً مظاهر التكتيك المتحمس ضد الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة من جانب كبار المسؤولين الإيرانيين، ومظاهر التشاؤم من نتيجة المفاوضات النووية.

·       من جهة، هناك صور ابتسامات حول طاولة المفاوضات، ومن جهة أخرى هناك ادعاءات بأن الولايات المتحدة هي العدو. بالضبط مثلما حدّد الزعيم الأعلى: "سنواصل المفاوضات لكننا لا نتوقع شيئاً". ويجب أن نصدقه.

·       لقد أدخل اتفاق جنيف المرحلي الساحة الدولية في حال من الهدوء، فطبول الحرب التي أصّمت الآذان الغربية قبل الوصول إلى هذا الاتفاق، صمتت دفعة واحدة. وفي الوقت الذي تجري فيه عملية دبلوماسية، فإن يد إسرائيل مكبلة ولا يمكنها أن تهاجم إيران. وإذا لم يكن هناك هجوم لا يكون ضغط. صحيح أن الاتفاق المرحلي حدّد مهلة ستة أشهر للمفاوضات على الاتفاق النهائي، لكن يبدو أنه في هذا الوقت سنسمع الكثير من الدبلوماسيين الغربيين يشرحون أن هذه ليست فترة كافية لحل مسألة معقدة بهذا القدر.

 

المزيد ضمن العدد 1838