على إسرائيل السماح بانتقال السلاح المتطور إلى حزب الله، لأن بقاءه في سورية في ظل الفوضى يشكل خطراً أكبر عليها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·        هاجمت طائرات سلاح الجو (وفقاً لتقارير أجنبية) قافلة سلاح محملة بالسلاح الحديث كانت في طريقها من سورية إلى لبنان. فإذا كان هذا صحيحاً، فإن القرار الذي اتخذته إسرائيل استند إلى النظرية القديمة القائلة إن سورية بشار الأسد جزيرة للاستقرار، في حين لبنان الواقع تحت سيطرة حزب الله هو العدو الذي ستضطر إسرائيل إلى الدخول في مواجهة معه في المستقبل القريب.

·       لكن هناك بعض الحقائق التي يجب أن نأخذها في الحسبان: لقد مرت سبعة أعوام على حرب لبنان الثانية [حرب تموز / يوليو 2006] كانت خلالها الحدود اللبنانية هي الأكثر هدوءاً واستقراراً بين حدودنا، وهذا على الرغم من الكلام السّام الصادرعن زعيم حزب الله، حسن نصر الله، بشأن إسرائيل ورغبته في القضاء عليها. والثابت اليوم أن الردع الذي أحدثته حرب لبنان ما زال موجوداً، لا بل ازداد، وتحديداً خلال الأعوام الأخيرة، إذ حرص حزب الله جيداً، ومنذ أن أصبح شريكاً فاعلاً في إدارة الدولة اللبنانية، على عدم تعريض الدولة مجدداً لفوضى الحرب.

·       وبهذه الطريقة تحولت الدولة اللبنانية بالذات، التي خبرت الحرب الأهلية القاسية مدة طويلة، إلى جزيرة من الاستقرار والهدوء في العالم العربي المحيط بها. وبات الهدف الأساسي لجميع الأطراف السياسية في بيروت السعي للمحافظة على الهدوء، وعلى التوازن الهش بين الطوائف المختلفة، وبناء الدولة، وعدم العودة إلى الحرب.

·       إن النظام القوي والمستقر لعائلة الأسد التي كانت تسيطر على دمشق، والذي خبرناه جيداً واعتمدنا عليه للمحافظة على اتفاق فصل القوات الموقّع في سنة 1974، لم يعد موجوداً. ولم يعد مهماً اليوم ما إذا كان الرئيس الأسد سيختفي خلال الأسابيع المقبلة، أو خلال بضعة أشهر، أو خلال العام المقبل، فقد أصبحت سورية تعيش في ظل فوضى في الحكم، ومن المنتظر أن تمر مدة طويلة قبل أن يعود الهدوء والاستقرار إليها من جديد. كما أن من غير المنتظر أن تكون الأطراف السياسية التي ستتولى المسؤولية في سورية أقل عداءً تجاه إسرائيل من حزب الله اللبناني، ولن يكون هناك سيطرة مركزية على مخازن السلاح الواقعة تحت سيطرة هذه الأطراف.

·       ومن هنا يمكن القول إنه ما دام ليس هناك حل سياسي يضمن نشوء حكم مستقر في سورية، وما دام ليس لإسرائيل أي قدرة على تأمين انتقال السلاح الصاروخي الحديث وغير التقليدي إلى جهة مسؤولة، فإننا أمام احتمالين علينا الاختيار بينهما: إمّا بقاء هذا السلاح على الأراضي السورية والمجازفة بوقوعه بأيدي الميليشيات هناك، والتي هي في أغلبيتها ليست من محبي إسرائيل، وإمّا السماح لبشار الأسد بتنفيذ خطته، وإخراج هذا السلاح من سورية والحؤول دون وقوعه بأيدي الثوار هناك.

·       والخلاصة في رأيي واضحة: إن ثمة تطابقاً في المصالح بين بشار الأسد وإسرائيل، وذلك لأسباب مختلفة تماماً، ولهذا، يجب في رأيي أن نسمح لقوافل السلاح بالانتقال إلى لبنان. قد لا يكون هذا هو الحل المثالي، لكنه يبقى أفضل من البديل منه.