الصراع على صدقية الردع
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       إن الجزء المهم في كلام إيهود باراك في ميونيخ ليس التلميح إلى أن إسرائيل هي التي قامت بالغارة الجوية على سورية لإحباط نقل السلاح إلى حزب الله في لبنان، وإنما تشديده على أن العالم يجب أن يتعامل مع الحكومة [الإسرائيلية] كطرف ذي صدقية. لقد حاول كثيرون تفسير كلام باراك على أنه تأكيد لما نقلته التقارير الأجنبية بشأن الغارة، بيد أن وزير الدفاع، الذي يوشك أن يستقيل من الحكومة، وضع يده على الموضوع الأساسي، وهو تقديم صورة عن إسرائيل بصفتها دولة تتمسك بموقفها.

·       إن الأطراف كلها الموجودة على الساحة السياسية تحاول توظيف الحادثة في خدمة مصالحها السياسية. فتحذير وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من أن بلاده لن تقبل بالاعتداء على دولة مسلمة مبدياً دهشته إزاء تلكؤ بشار الأسد الذي يكرهه في الرد، وكذلك إسراع رجب طيب أردوغان إلى الانضمام إلى الذين دانوا إسرائيل، وغير ذلك من المواقف، تخدم أهدافاً سياسية، وتصبّ ضمن إطار سياسة عدائية تسعى لتضييق الخناق السياسي على إسرائيل. ومن هنا يمكن القول إن الصراع ضد انتقال السلاح السوري إلى حزب الله هو صراع على صدقية إسرائيل بمقدار ما هو على حرية عمل سلاح الجو في الأجواء اللبنانية مع ما يتضمن ذلك من نظرة إلى يحدث في سورية.

·       وضمن هذا الإطار تُطرح احتمالات غير صحيحة. فليس مطروحاً أن تجتاز إسرائيل خطوط وقف إطلاق النار التي وُضعت في حزيران / يونيو 1974 بينها وبين سورية، كي تقوم بغزو هذه الدولة المجاورة من أجل إنشاء منطقة أمنية عازلة. فبالنسبة إلى أغلبية العالم، فإن هضبة الجولان تشكل هذه المنطقة العازلة، ومن المعلوم أن سيطرة إسرائيل على هذه المنطقة تثير كثيراً من الإشكالات، ومن غير المنتظر أن تحظى فكرة توسيع هذه المنطقة العازلة في اتجاه دمشق بأي تأييد دولي، وفي إمكان إسرائيل تعزيز دفاعها من خلال الجدار القائم في الطرف الأقصى للمنطقة الواقعة تحت سيطرتها في هضبة الجولان، ويجب ألا تسمح لنفسها بنقله شرقاً.

 

·       تكمن المشكلة فيما يتعلق بالصدقية السياسية - العسكرية في أن الطرف المعادي قادر دائماً على وضعها موضع اختبار، لكن على الرغم من ذلك، فإنه ليس في وسع إسرائيل التنازل عن موقفها. فإذا لم تظهر صدقيتها إزاء مسألة منع انتقال السلاح السوري الخطر إلى لبنان، فإنها ستلحق ضرراً بقدرتها على الردع في مجالات أُخرى في المنطقة.