· أثبتت أحداث الأسبوع الأخير أن إيران هي العامل المركزي في استمرار الأزمة السورية، وذلك في ضوء كونها الدولة الوحيدة الضالعة في القتال الدائر داخل الأراضي السورية. ويمكن القول إن سبب ضلوع إيران هذا يعود إلى كونها تعتبر سورية دولة تقع تحت رعايتها، وهو ما حدا بها إلى أن تعلن قبل أكثر من أسبوع أنها ستتعامل مع أي هجوم أجنبي على سورية باعتباره هجوماً عليها.
· ويمكن القول إنه كلما زادت إيران من تصريحاتها الحربية المتعلقة بسورية، فإنها تعمق ارتباطها بنظام بشار الأسد، وترهن مصيرها بمصيره. وبالتالي ليس من المبالغة القول إنه في حال سقوط هذا النظام، فإنه لن يبقى لإيران وحزب الله أي موطئ قدم داخل سورية. وبناء على ذلك، فإن إيران تخوض الآن حرباً تتعلق بمستقبل مكانتها في الشرق الأوسط، حتى إن كانت على حساب السكان السوريين، كما أن مستقبلها في هذه المنطقة بات مرهوناً بالنتائج التي ستسفر عنها هذه الحرب.
· وفي هذه الأثناء يتراكم مزيد من الإشارات إلى أن روسيا تتخذ خطوات حذرة تنبئ بأنها بدأت تستعد لمرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، كما أن الولايات المتحدة، في المقابل، تصعّد من تدخلها في الأزمة السورية، لكنها تحرص على الامتناع من الإقدام على أي خطوات من شأنها أن تجرّها إلى خوض حرب على أراضي سورية أو في مجالها الجوي.
· إن إسرائيل ليست طرفاً ضالعاً في الحرب الدائرة داخل سورية. من ناحية إسرائيل، كان من الأفضل ألاّ تندلع هذه الحرب أصلاً، لأن عدم اندلاعها كان من شأنه أن يبقيها تحظى بالهدوء المثالي الذي ميّز الواقع القائم على طول منطقة الحدود بينها وبين سورية [في هضبة الجولان] منذ حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973] التي اندلعت قبل نحو 40 عاماً.
· ولكن يتبين الآن أن لدى إسرائيل مصلحة استراتيجية مشتركة كبيرة مع كل دولة من الدول المجاورة لسورية، وهي تركيا والعراق والأردن ولبنان، وكذلك مع جميع دول الخليج الفارسي [العربي] والمملكة العربية السعودية، في عدم احتلال سورية من جانب إيران وحزب الله. وهذه المصلحة مشتركة أيضاً مع كل من الولايات المتحدة وروسيا ودول أوروبا، وهي تشكل في الوقت الحالي عاملاً مهماً في تشكل ائتلاف عالمي ضد إيران، ويتعين على إسرائيل أن تحافظ عليه.