· أثبتت وقائع يوم أمس (الأربعاء) التي رافقت إعلان رئيسة حزب كاديما عضو الكنيست تسيبي ليفني تقديم موعد الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب [إلى 27 آذار/ مارس المقبل] أمراً واحداً على الأقل، وهو أن هذا الحزب لن يبقى بعد هذه الانتخابات كما كان قبلها، ففي حال فوز عضو الكنيست شاؤول موفاز برئاسته لن تبقى ليفني في صفوفه، وفي حال فوز هذه الأخيرة لن يبقى موفاز في صفوفه، وربما لن يبقى فيه أيضاً عضوا الكنيست آفي ديختر ومئير شيطريت، اللذان من المتوقع أن يتنافسا على منصب رئيس الحزب.
· لا بد من القول إن تقديم موعد الانتخابات التمهيدية لرئاسة كاديما كان متوقعاً، ذلك بأن هذا الحزب ضعف كثيراً في الآونة الأخيرة وفقاً لآخر استطلاعات الرأي العام في إسرائيل، وتعرّض لضغوط كبيرة من داخله لتقديم موعد هذه الانتخابات، فضلاً عن دخول الصحافي والمذيع التلفزيوني يائير لبيد معترك العمل السياسي وما يشكله دخوله من خطر على مكانة كاديما في الحلبة السياسية.
وعلى ما يبدو فإن ليفني ستستغل إحدى النتائج التي بينتها آخر استطلاعات الرأي العام والتي أشارت إلى أنه في حال رئاسة موفاز قائمة كاديما في الانتخابات المقبلة فإنه سيفوز بعدد مقاعد أقل من المقاعد التي ستفوز بها قائمة برئاستها. في المقابل سيحاول موفاز أن يثبت أنه هو وحده القادر على استقطاب أصوات من ناخبي حزب الليكود، ولا شك في أنه سيكون مطالباً بأن يثبت ذلك بصورة قاطعة في ضوء حقيقة وجود إجماع في الليكود بشأن زعامة بنيامين نتنياهو، وضآلة احتمال انتقال فئات كثيرة من الليكود إلى كاديما الذي يبدو أشبه بالسفينة الموشكة على الغرق.