كيف سيردّ حزب الله على الغارة الإسرائيلية على أهدف في سورية؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       قبل يومين من الليلة التي هاجمت فيها الطائرات الحربية الإسرائيلية قافلة للسلاح، استناداً إلى المصادر الأجنبية، أو "مركزاً للأبحاث العلمية" وفقاً للمصادر السورية، أرسلت إيران تحذيراً واضحاً إلى إسرائيل جاء فيه أن طهران تعتبر أي اعتداء على الأراضي السورية هو اعتداء على إيران نفسها. وجاء هذا التحذير في أعقاب موجة التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن التوتر في الشمال، وبعد الكلام الذي قاله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في جلسة الحكومة، وعبّر فيه عن مخاوفه من انتقال السلاح السوري المتطور إلى أيد أُخرى.

·       وبعد الهجوم [الإسرائيلي] تكرر التحذير الإيراني. إذ هاجم وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أمس، "النظام الصهيوني" على انتهاكه الفاضح للسيادة السورية، كما أن التلفزيون الإيراني نقل تهديدات نائب وزير الخارجية الإيراني الذي حذر فيها من أن القصف الذي تعرضت له سورية سيكون له انعكاسات كبيرة على تل أبيب.

·       منذ أعوام تتخبط إسرائيل بشأن مسألة مهاجمة المنشآت النووية في إيران، بسبب التخوف من أن يؤدي ذلك إلى حرب إقليمية تضطر فيها إسرائيل إلى مواجهة كل من إيران وحزب الله. فلماذا إذن لم تنفع تحذيرات طهران؟ يمكننا الافتراض أن السبب يعود إلى الحاجة العسكرية الملحة إلى منع انتقال أنواع معينة من السلاح من سورية إلى حزب الله. لكن يبدو أيضاً أن الإسرائيليين لا يتأثرون بالتحذيرات الإيرانية. فالأوضاع الاستراتيجية القائمة اليوم في المنطقة لا تنطوي على احتمال كبير في أن تقوم إيران بردّ مباشر على الهجوم، كما أن الرد العسكري السوري يبدو أقل احتمالاً. لكن على الرغم من ذلك، لا يمكننا استبعاد هذين الاحتمالين.

·       إن العنصر غير المعروف والأكثر إثارة للقلق منذ الثلاثاء الماضي هو ردّ حزب الله. ففي الفترة الأخيرة تزايد الحديث وسط المعلقين في وسائل الاتصال الإلكترونية عن الأزمة الداخلية التي يعانيها التنظيم الشيعي بسبب دعمه المعلن لبشار الأسد في الحرب الأهلية في سورية، والذي يثير غضب الطوائف الأُخرى في لبنان. لكن على الرغم من ذلك، فإنه معروف أن حزب الله حزب محنك ويعمل في بيئة صعبة، ومحافظته على ضبط النفس لوقت طويل إزاء العملية المنسوبة إلى إسرائيل، قد يعتبر في نظره علامة ضعف.وفي مثل هذه الأوضاع ينبغي لنا أن نتوقع رداً معيناً من جانب حزب الله، حتى لو لم يحدث فوراً، ولم يأت في صورة هجوم صاروخي واسع النطاق.

·       خلال عام تقريباً تحرك حزب الله ثلاث مرات ضد إسرائيل: أطلق صواريخ كاتيوشا على الجليل (نُسبت في البداية إلى تنظيم سني مجهول)؛ فجّر حافلة للسياح الإسرائيليين في بورغاس في بلغاريا؛ أرسل طائرة من دون طيار تسللت إلى الأجواء الإسرائيلية من فوق النقب. وقد امتنع الحزب في الحادثتين الأولى والثانية من تحمّل المسؤولية، لكن عملية إطلاق الطائرة من دون طيار كانت موضع تباهٍ من جانب الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

·       إن عمليات حزب الله تدل على استخدامه مجموعة وسائل تخدم هدفاً استراتيجياً واحداً هو جعل إسرائيل تدفع ثمناً حقيقياً أو وهمياً، من دون تجاوز الحد الذي يلزم الجيش الإسرائيلي بالرد والقيام بهجوم مضاد يدفع لبنان ثمناً باهظاً له. لكن ثمة نشاط آخر لحزب الله أكثر إثارة للقلق، ونحن ننساه أحياناً. ففي آب/ أغسطس الماضي سُمح بنشر خبر إقدام الشاباك والشرطة على إلقاء القبض على 14 عربياً من مواطني إسرائيل بتهمة تهريب 24 عبوة ناسفة ومجهزة بمواد متفجرة متطورة هي مادة سي ـ 4 من لبنان إلى إسرائيل عبر قرية الغجر. ومن المعلوم أن الضرر الذي تحدثه هذه المادة أكبر كثيراً من تلك التي تحدثها العبوات الناسفة المحلية الصنع التي استخدمها الفلسطينيون في الهجمات الانتحارية وخلال الانتفاضة الثانية.ومن غير المستبعد أن يكون حزب الله بصدد إعداد خلايا نائمة من الفلسطينيين في الضفة تنتظر الأوامر كي تنشط، أو أن يكون الحزب قد نجح في تهريب مواد ناسفة لم يُكشف عنها بعد.

 

·       وفي الواقع، إذا أراد حزب الله القيام بهجوم، سواء على الحدود الشمالية أو في مكان آخر، وكان مستعداًَ للمخاطرة بتحمّل نتائج الرد الإسرائيلي، فإنه قادر على للقيام بذلك.وقد لاحظت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في العام الأخير تراجعاً في الردع الإسرائيلي في مواجهة حزب الله.