· إن قضية إعفاء أغلبية شبان المجتمع الحريدي من الخدمة العسكرية تشكل منذ أعوام عديدة السبب الأساسي للتوتر القائم بين المجتمع الحريدي وبين سائر أجزاء المجتمع الإسرائيلي. كما أنها تشكل نقطة الخلاف والانقسام الكبيرة في تاريخ الدولة.
· لقد استطاع الجيش الإسرائيلي مواجهة النزاع المتعلق بالاختلاف في نمط الحياة بصورة ناجحة للغاية في الأعوام الأخيرة، وذلك من خلال كتيبة "يهودا للأبد" ومشروع "دمج الحريديم" اللذين يتوافقان مع نمط حياة المجندين من الحريديم، حيث تجري الخدمة العسكرية بصورة منفردة وبطريقة تتلاءم مع رؤية العالم الحريدي. كما شهدت الأعوام الأخيرة ثورة في مجال الخدمة العسكرية للحريديم في الجيش الإسرائيلي. صحيح أن نسبة تزايد أعداد الحريديم في الجيش ما زالت بطيئة، لكن التوجه العام للحريديم نحو الخدمة العسكرية بات واضحاً ولا يمكن وقفه.
· ثمة أمر واحد يمكن أن يوقف هذا التوجه هو الشعبوية الرخيصة الضحلة وغير البراغماتية التي تتجلى اليوم عبر ما يقوم به بلسنر وموفاز ومجموعتهما من تقطيع للخيوط الحساسة التي جمعت بين الحريديم والجيش الإسرائيلي.
· وفيما يلي لمحة قصيرة عن توصيات لجنة بلسنر: فرض غرامة مالية قدرها 7500 شيكل على كل تلميذ يشيفاه [مدرسة دينية] لا يحضر للخدمة العسكرية في الموعد المحدد؛ وغرامة قدرها 75 شيكلاً على كل يوم تأخير إضافي؛ إلغاء الضمان الوطني؛ الغاء حقوق الدعم الحكومي للمساكن وللقروض السكنية؛ والغاء التخفيضات على الضرائب.
· يقف الحريديم ودولة إسرائيل أمام مفترق طرق تاريخي: فمن جهة هناك طريق يؤدي إلى اندماج مرن ومضمون للحريديم في الجيش، ومن جهة أخرى هناك طريق يؤدي إلى مواجهة أكيدة بين الطرفين، وكل عقوبة جديدة تفرض ستزيد من عمق الهوة التي تفصل بين الطرفين وتقرب الاصطدام.
· إن كل محاولة لفرض الخدمة العسكرية بالقوة ولفرض العقوبات سيزيد من حدة الاستفزاز في الاتجاهين، وسيعمق من الانقسام، ويضيع الهدف. فلا شيء يمكن فرضه بالقوة.