من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· متى ستحين لحظة الحقيقة؟ وهل بدأ رئيس الحكومة ووزير الدفاع، اللذان حتى الآن هددا بمهاجمة إيران للضغط على المجتمع الدولي، بتصديق تهديداتهما وبالحاجة إلى تنفيذها؟
· لقد بدأ الزمن ينفذ، إذ وفقاً لخطة بنيامين نتنياهو وإيهود باراك يجب مهاجمة إيران قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، كما يجب أن يظهرا بأنهما قد أعطيا فرصة بضعة أسابيع للعقوبات المفروضة على إيران في مطلع هذا الشهر. وبناء على ذلك فإن الفرصة المتوفرة أمامهما [للقيام بالهجوم على إيران] هي ما بين آب/أغسطس وتشرين الأول/أكتوبر.
· ومن المنتظر أن ينعقد المجلس الوزاري المصغر – التي تشير التقديرات إلى وجود أغلبية مضمونة مؤيدة لقرار الهجوم - قبل الهجوم لمنع التسريبات. طبعاً سيكون هناك أشخاص مستعدون لفعل كل شيء من أجل وقف الحرب في طليعتهم رئيس الدولة، شمعون بيريس، الذي قد يتخذ خطوة بعيدة المدى مثل إبلاغ البيت الأبيض، في حال عرف بخطة الهجوم قبل تنفيذها. كما هناك أشخاص مثل مئير داغان ويوفال ديسكين، وربما غابي أشكنازي، المستعدون أيضاً للعمل من أجل الحؤول دون وقوع الكارثة التي تقترب.
· بيد أن الشخص الأساسي القادر على منع هذه الكارثة هو رئيس الأركان، بيني غانتس. لا تستطيع دولة إسرائيل خوض الحرب من دون موافقة رئيس الأركان غانتس، وهو القادر على منع وقوع "500 قتيل فقط" وفقاً لكلام إيهود باراك. لذا فإن العبء الذي يتحمله رئيس الأركان، هذا الشخص الدمث الأخلاق، الذي ينفر من الخلافات الشخصية، واضح للعيان. إذ ليس في إمكان لا رئيس الموساد ولا رئيس شعبة الاستخبارات ولا قائد سلاح الجو كبح الرؤية العمياء لنتنياهو وباراك، رغم تحفظ الثلاثة عنها. صحيح أن غانتس الذي سينهي قريباً نصف ولايته، يملك صلاحيات أقل من صلاحيات رئيس الأركان السابق أشكينازي، إلا أنه صاحب ضمير أخلاقي دقيق. ورغم أنه امتنع من الدخول في مواجهة مع باراك بشأن تعيين ضباط في الجيش، وقبل بتعيين نائب له، إلا أن الأمر سيختلف عندما يصبح الموضوع يتعلق بالهجوم على إيران وبالحرب التي قد تنتج عن ذلك. فخلال النقاش المصيري لهذا الهجوم سيكون لكل كلمة وزنها الحاسم. وسيكون على غانتس أن يكشف عن الطريقة الأفضل للعمل من وجهة نظره، وهذه بالطبع لن تشمل الهجوم الآن على إيران.
· يدرك غانتس جيداً التقديرات السائدة التي تقول إن الهجوم على إيران لن يؤدي إلى وقف القنبلة الإيرانية، وإنما على العكس سيؤدي إلى تسريع تصنيعها، وسوف يجر إسرائيل إلى حرب مؤلمة لن تستطيع حسمها، وستؤدي إلى شلها، وستتكبد جبهتها الخلفية أصابات بشرية ستغير وجه المجتمع الإسرائيلي. وفي أعقاب هذه الحرب سيعيد الكثير من الإسرائيليين التفكير بمستقبل حياتهم في هذا المكان.
· لن يكون في إمكان إسرائيل الانتصار في المواجهة ضد حزب الله وإيران وحتى ضد سورية، وهي أيضاً لن تدمر. لكن عندما ينقشع الدخان وندرك أن هذه الحرب لم تكن ضرورية ولم تحقق شيئاً، سيكون من الصعب القبول بوقوع حتى عدد أقل من 500 قتيل. إن هذا العبء الكبير ملقى اليوم على كتفي ضابط واحد هو بِني غانتس.