ضابط كبير في قيادة الجيش الإسرائيلي: في حال نشوب حرب أخرى مع لبنان سنضطر إلى اقتحام القرى اللبنانية وإلحاق أضرار كبيرة بها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

وجّه قائد فرقة الجليل (الفرقة 91) في الجيش الإسرائيلي المرابطة في منطقة الحدود مع لبنان العميد هرتسي هليفي إنذاراً شديد اللهجة إلى حزب الله، وقال إنه في حال نشوب حرب أخرى في لبنان سيكون الجيش الإسرائيلي مضطراً إلى اقتحام القرى اللبنانية وإلحاق أضرار كبيرة بها.

وأضاف هليفي، الذي كان يتحدث إلى مندوبي وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال جولة خاصة نظمت لهم في منطقة الحدود مع لبنان أمس (الخميس)، أنه في حال حدوث مثل هذا السيناريو سيجري تبادل كثيف للنيران بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني ولذا يتعين عليهما بذل أقصى الجهود للحؤول دون حدوثه.

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي سيكون مضطراً إلى اقتحام القرى اللبنانية وإلحاق أضرار فادحة بها "لا من أجل معاقبة سكانها وإنما لكون العدو موجوداً فيها"، مشدداً على أن لبنان "سيكون عرضة لأضرار أكبر بكثير من الأضرار التي تعرض لها في أثناء حرب لبنان الثانية [في صيف 2006]، ذلك بأن الرد الذي ستلجأ إسرائيل إليه سيكون أكثر صرامة وقوة، وبمفاهيم معينة سيكون أكثر عنفاً أيضاً."

وأشار هذا الضابط الكبير إلى أن إسرائيل ستحاول أن تمنح الجيش اللبناني فرصة البقاء على الحياد وعدم خوض أي مواجهة عسكرية معها، لكن في حال خوض هذا الجيش أي مواجهة سيكون الرد عليه هجومياً.

وبرأي هليفي فإن عدداً من المسؤولين في إسرائيل اعتقد في إثر صدور تقرير "لجنة غولدستون" [التي تقصت وقائع عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة في شتاء 2009] أنه يمكن خوض حرب في مناطق مأهولة بالسكان المدنيين بصورة ناعمة، لكن في الحقيقة لا يمكن خوض حرب كهذه بنعومة، ومن دون استعمال القوة الشديدة سيكون من الصعب تحقيق أي إنجازات، ويتعين على أعداء إسرائيل في لبنان أن يدركوا هذه الحقيقة.

على صعيد آخر قال هليفي إن التقديرات السائدة في إسرائيل الآن تشير إلى أن احتمال تسخين منطقة الحدود مع لبنان في الوقت الحالي لصرف أنظار الرأي العام عما يحدث في داخل سورية هو احتمال ضئيل للغاية، غير أن أي حدث آخر مثل شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران [لكبح برنامجها النووي] يمكن أن يزيد احتمال تسخين هذه الجبهة.

ويشير محلل صحيفة "هآرتس" العسكري عاموس هرئيل إلى أن هذه هي المرة الرابعة خلال الأيام العشرة الأخيرة التي يقوم فيها ضابط إسرائيلي رفيع المستوى بمرافقة مندوبي وسائل الإعلام في جولة خاصة في منطقة الحدود مع لبنان، وإلى أنه منذ أربعة أعوام تحرص إسرائيل على توجيه تهديدات بإشعال لبنان عن بكرة أبيه في حال إقدام حزب الله على أي استفزاز في منطقة الحدود الشمالية.

وأضاف هرئيل أن كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي يطلقون تهديدات أكثر حدة خلال الأحاديث المغلقة، ويؤكدون فيها أن العبرة الرئيسية التي تم استخلاصها من حرب لبنان الثانية هي أنه يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يعمل بصورة فورية وقوية أكثر، وذلك بهدف تخفيف عمليات إطلاق الصواريخ من لبنان على الجبهة الإسرائيلية الداخلية، وبالتالي فإن الدمار الذي خلفته عملية "الرصاص المسبوك" في غزة سيبدو ضئيلاً إزاء الدمار الذي يمكن أن تخلفه الحرب المقبلة في لبنان.               

 

المزيد ضمن العدد 1450