· لا شك في أن التصريح الذي أدلى به رئيس جهاز الموساد المنتهية ولايته مئير داغان، والذي نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية يوم الجمعة الفائت، وكان فحواه أن إيران "لن تملك قدرات عسكرية نووية قبل سنة 2015"، يُعتبر أحد التصريحات الأكثر أهمية في تاريخ دولة إسرائيل على مدار العقد الأخير كله.
· ويعود ذلك إلى حقيقية أن إسرائيل تعيش منذ أكثر من عقد في ظل خطر القنبلة النووية الإيرانية، الأمر الذي يؤثر بصورة مباشرة في جدول أعمالها العسكري والاقتصادي، بل حتى الاجتماعي. كما أن انتخاب بنيامين نتنياهو لرئاسة الحكومة الإسرائيلية وتعيين إيهود باراك في منصب وزير الدفاع جرى تسويغهما بالحاجة إلى تسليم زعامة الدولة إلى قائدين متميزين في المجالين السياسي والأمني، كي يكون في إمكانهما قيادة الشعب والجيش في سنة الحسم في مقابل إيران.
· إن فحوى ما صرّح داغان به هو أن الخطر الإيراني لفظ أنفاسه الأخيرة، ولا شك في أن عدم تمكين إيران من امتلاك قدرات عسكرية نووية قبل سنة 2015 يعني، من دون الدخول في أي تفصيلات، أنها لن تتمكن في المستقبل من امتلاك قدرات كهذه مطلقاً.
· وما يمكن افتراضه الآن هو أن الأجيال المقبلة فقط هي التي ستعرف ما الذي جرى في هذا الشأن، وما هي الدوافع التي تسببت بتأخير إنتاج القنبلة النووية الإيرانية. ومع ذلك، لا بُد من الإشارة إلى أن العقوبات الشاملة التي فرضها العالم على إيران عقب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1929 في ربيع سنة 2010، قد أضعفت السلطة الإيرانية وجعلتها تخرّ راكعة على ركبتيها، فضلاً عن أن المشروع النووي العسكري تحوّل إلى عبء شديد الوطأة على الاقتصاد والمجتمع في إيران، وخصوصاً أنه لم يحقق النجاحات المطلوبة حتى الآن.
· وبناء على ذلك، فإن تصريح داغان بشأن إسقاط الخطر النووي الإيراني من شأنه أن يحرر إسرائيل من كابوس رهيب أرخى بظلاله السوداء عليها أعواماً طويلة. ويمكن القول إن الوقت حان لإدراج موضوعات أخرى في رأس سلم اهتماماتنـا، ولدينا موضوعات كثيرة كهذه.