من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· ماذا نريد من بنيامين نتنياهو؟ فهو، ولأول مرة في تموز/ يوليو من العام الفائت، تعهد، وبحماسة، بالتوصل خلال عام إلى اتفاق مع الرئيس محمود عباس على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. ومنذ ذلك اليوم لم يعرف اليمين الإسرائيلي الهدوء، فلا يمر يوم تقريباً من دون أن يساهم زعماؤه في إضافة حجر جديد إلى بناء فلسطين. وطبعاً، هذا لا يجري وفقاً للخطة الأصلية والجدول الزمني أو الإطار الذي وضعه المهندس نتنياهو وشركاؤه، لكن لم يحدث من قبل أن كان الفلسطينيون قريبين إلى هذا الحد من الحصول على موافقة دولية على إدارة دولة خاصة بهم.
· في نهاية هذا الأسبوع قال لي أحد المقربين من عباس بابتسامة عريضة: "يمكننا إغلاق وزارة الخارجية، فنتنياهو وليبرمان يقومان بالعمل كله نيابة عنا". فعندما تقوم مندوبة الحكومة بتدشين "قاعة الثقافة" في مستوطنة أريئيل في الضفة الغربية، وتوافق الأغلبية من أعضاء الكنيست على توسيع حي هار حوما المعتبر في نظر العالم مستوطنة، فمَن سيصدق أن إسرائيل تتعامل بجدية مع فكرة دولتين لشعبين، ومع تقسيم القدس؟ وعندما يكون رئيس الحكومة غير مستعد حتى لإلقاء نظرة عابرة إلى خريطة الحل الدائم التي قدمها عباس (والتي تضمنت تبادل مناطق)، فما الذي سيمنع تشيلي من الانضمام إلى الدول المجاورة لها في اعترافها بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967؟
· وعندما يصرح وزير الخارجية أن كلام رئيس الحكومة بشأن الاتفاق الدائم خلال عام هو مجرد "ثرثرة"، فما السبب الذي سيمنع ملكة بريطانيا من قبول أوراق اعتماد سفير فلسطين؟ وعندما تقوم الإدارة المدنية بمصادرة أراض فلسطينية لـ "حاجات عسكرية" من أجل بؤرة استيطانية غير قانونية، فكيف ستبرر السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة رفض أوباما الاقتراح القاضي بإدانة الاستيطان؟ وعندما لا تعتذر إسرائيل عن القتلى الذي سقطوا بين المتظاهرين ضد جدار الفصل الذي بُني على أراضيهم، فإن محطة السي- إن - إن ليست بحاجة إلى صائب عريقات ليشرح لها خطورة استمرار الوضع القائم.
· إن الدبلوماسيين الفلسطينيين لا يحتاجون إلى بذل كثير من الجهود من أجل نزع الشرعية عن احتلال المناطق الفلسطينية، ففي عصر ما بعد – الاستعمار، لا يستطيع حتى رجل مثل نتنياهو مشهور ببلاغته، تسويقَ فكرة سيطرة شعب على شعب آخر، واعتبار ذلك تسوية مشروعة، ولا سيما أنه هو نفسه يعترف أن البديل [من الدولة الفلسطينية المستقلة] سيكون دولة ثنائية القومية على حساب الطابع الديمقراطي للدولة اليهودية.
· إن أحد أهم إنجازات إسرائيل الاستراتيجية في حزيران/ يونيو سنة 1967 هو الحفاظ على سمعتها كدولة ديمقراطية، وذلك على الرغم من كونها سلطة احتلال واستيطان. كما أن الوضع الخاص لإسرائيل كديمقراطية معزولة في وسط معاد، منحها علاقة خاصة بالمجتمع الدولي.
· منذ بضعة أشهر، أثبت الائتلاف الحكومي في إسرائيل (بمساعدة بعض أعضاء الكنيست من كاديما، وبتهرب بعض أعضاء حزب العمل) للعالم أن إسرائيل لا تستحق الاهتمام المعطى لها. فقانون الولاء للدولة، بالإضافة إلى التساهل مع رسالة الحاخامين والحاخامات [التي طلبت من اليهود عدم تأجير منازل للعرب]، وقرار الحكومة إنشاء معسكر تجميع للاجئين [الأفارقة]، كل ذلك أفقد إسرائيل صيتها كدولة ديمقراطية على الساحة الدولية.
· لم يكتف ائتلاف نتنياهو- باراك- ليبرمان بحشد التأييد الغربي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، فثمة مؤشرات تدل على أن الحملة التي يخوضها هذا الائتلاف من أجل نزع الشرعية عن منظمات حقوق الإنسان [داخل إسرائيل] نجحت في إيقاظ اليسار الإسرائيلي من سباته. فالناشطون من هذا اليسار الذين تخلوا عن النضال ضد احتلال المناطق، أدركوا أن الاحتلال وصل إليهم وقرروا النزول إلى الشارع. كما وقّّع المئات منهم (بينهم أفراد من عائلة الرئيس بيرس) عريضة يهنئون فيها الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية. فهل سيكون نتنياهو، في النهاية، هو مَن سينشىء فلسطين؟