· بالأمس بدأ مواطنو جنوب السودان الغني بالنفط وذي الأغلبية المسيحية، بالتصويت على استفتاء من المفترض أن يستمر أسبوعاً من أجل حسم مصير انفصال جنوب السودان عن شماله ذي الأغلبية المسلمة والفقير بالنفط. وعلى إسرائيل أن تبدي اهتماماً كبيراً بما يجري في أكبر دولة في إفريقيا، والتي بحسب التوقعات من المنتظر أن تبدأ، بالتدريج، بإجراءات الانفصال.
· إن استقلال جنوب السودان من شأنه أن يضع موضع الاختبار الاستثمارت الإسرائيلية الموجودة هناك منذ عدة أعوام، والبعيدة عن الأضواء، وكذلك مدى استعداد المجتمع الدولي للقبول بدولة جديدة تعلن استقلالها بصورة أحادية الجانب، ومدى قدرة إسرائيل على مواجهة موجة جديدة من اللاجئين السودانيين في حال أدت التطورات إلى تجدد العنف.
· في سنة 2005، توصلت جوبا (عاصمة جنوب السودان) والخرطوم إلى اتفاق ينص على تقاسم أرباح النفط بصورة متساوية، وعلى أن ينال الجنوب استقلالاً جزئياً حتى موعد الاستفتاء. لكن جنوب السودان، عملياً، يملك جيشه ومؤسساته السياسية ومصارفه المستقلة. والمطروح حالياً هو الانتقال إلى الاستقلال الكامل. وبسبب تأييد مواطني جنوب السودان الجارف للانفصال، فإن ذلك على الأرجح سيتحقق، لكن بأي قدر من العنف؟
· أما بالنسبة إلى إسرائيل، فإنه من المنتظر أن تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع جنوب السودان (في الفترة الأخيرة أعرب مسؤولون في حكومة جنوب السودان عن استعدادهم لذلك)، وأن تحظى، عدا الصادارت العسكرية، بفتح الأسواق في تلك المنطقة أمام رجال الأعمال الإسرائيليين. كما من المحتمل أن يسمح ذلك بإعادة المتسللين إلى إسرائيل من جنوب السودان. لكن من المحتمل أيضاً في حال عودة العنف إلى السودان أن تزداد موجة اللاجئين المتسللين من السودان عبر الحدود المخترقة بين مصر وإسرائيل.