من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· بعد أقل من أسبوع سنعرف الإجابة عن الأسئلة التالية: هل ستحمل الانتخابات مفاجأة؟ وهل سيتحول تحالف ليكود - بيتنا إلى حزب حاكم قوي، أم إنه سيبقى حزب نتنياهو؟ وهل سيفرض حزب العمل نفسه زعيماً للمعارضة مع عدد كبير من المقاعد؟ وهل سينجح نفتالي بينت في المحافظة على تقدّمه حتى نهاية السباق الانتخابي؟ وهل سيتغلب يائير لبيد على تسيبي ليفني أم العكس، أم هل سيتمكّن شاؤول موفاز من التغلب على الاثنين معاً؟
· وفي الواقع، فإننا منذ نهاية هذا الأسبوع ندرك أن انتخابات 2013 هي انتخابات السير نحو الحائط المسدود، ونعلم أننا سنصطدم بهذا الحائط، ومع ذلك، فإننا لم نفعل شيئاً للحؤول دون حدوث ذلك. لقد ضحكنا على أنفسنا، وضلّلنا أنفسنا وخدعنا الجميع.
· إن الكلام الذي نقله جيفري غولدبرغ عن البيت الأبيض [بشأن سياسة التدمير الذاتي التي يمارسها نتنياهو] يمثل جزءاً ضئيلاً من الكلام الذي نسمعه وزملائي من المسؤولين الكبار الأميركيين والأوروبيين على حد سواء، ذلك بأن غضب باراك أوباما هو جزء صغير من جبل الجليد، وكذلك يأس أنغيلا ميركل، واستياء فرنسوا هولاند ودايفيد كاميرون.
· فإذا جمعنا هذا كله فإننا سنجد أنفسنا في مواجهة جبل جليد حقيقي، وإسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان ستسير حتماً نحو الاصطدام بهذا الجبل من الجليد وستخسر التأييد والشرعية وتتعرض للعزلة السياسية.
· كان علينا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بذل كل شيء من أجل إنقاذ حل الدولتين، وإنقاذ الدولة اليهودية الديمقراطية، والحفاظ على صورتنا كأمة متحضرة وذات تقاليد. لكن بدلاً من ذلك فعلنا العكس تماماً. فقد تحوّل اليمين إلى يمين متوحش، ومعسكر الوسط إلى وسط مستهتر، واليسار إلى حزب اجتماعي. وباستثناء حركة ميرتس فليس هناك حزب واحد حاول مواجهة ما يحدث من حولنا بجدية، والحلول المقترحة لم تكن مقنعة، ولم نجد حزباً يخوض معركة حقيقية.
· هذا الأسبوع وصفت صحيفة "الفايننشال تايمز" رئيس الحكومة الإسرائيلي بالتكتيكي العبقري والاستراتيجي الأحمق. بيد أن نتنياهو ليس استراتيجياً أحمق، والدليل على ذلك أنه نجح خلال ولايتيه: الأولى [1996-1999] والثانية [2009]، في تجنب الاصطدام مع الغرب، لكن ثمة شك في أن يقدر على تكرار ذلك في ولايته الثالثة، لأن اليمين العلماني والديني والحريدي لن يسمح له بذلك.
· ومن هنا، فإن النتيجة المنطقية لانتخابات 2013 ليست انتصاراً بيروسياً لنتنياهو ولكتلة المعسكر القومي الوطني فقط، بل هي أيضاً ضياع الفرصة لأن تستيقظ إسرائيل وتدرك الواقع الذي يحيط بها قبل أن تصطدم به.