يجب أن نتعلم الدرس من أوكرانيا وعدم انتظار إيران
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • قبل عام تحديداً، وفي المكان ذاته والوضع نفسه، دعا فلوديمير زيلينسكي زعماء الناتو والعالم الغربي إلى الانتباه إلى أصوات الحرب القادمة من جهة موسكو: "هل نسيَ العالم دروس القرن العشرين؟ هل قرأنا كتب التاريخ؟ وكيف وصلنا إلى أخطر أزمة أمنية منذ نهاية الحرب الباردة."
  • في خطاب من اللوم العاطفي، حثّ الرئيس الأوكراني زعماء الدول، التي حضر مندوبوها "مؤتمر ميونيخ للأمن"، على العمل فوراً لكبح روسيا: "ماذا تنتظرون؟ لسنا في حاجة إلى عقوباتكم بعد بدء القصف." بعد خمسة أيام على هذا الكلام، تقدمت طوابير المدرعات الروسية نحو المقاطعات الأوكرانية، وشنّت حرباً لا تبدو نهايتها في الأفق.
  • هذه الذكريات لا تزال حاضرة لدى أغلبية المشاركين في منتدى ميونيخ الشهير الذي قرر منظّموه هذه السنة مقاطعة النظام الروسي بسبب هذه الحرب، ومقاطعة النظام الإيراني بسبب الخطوات القمعية التي ينتهجها حيال المتظاهرين في إيران.
  • احتلت الحرب في أوكرانيا وتداعياتها مكاناً مهماً في خطابي، وفي المحادثات والنقاشات في المؤتمر، لكن أسئلة زيلينسكي للمؤتمر من العام الماضي لا تزال أصداؤها تتردد أمام زعماء العالم المتنور.
  • الضعف يولّد الأسوأ - هذا هو الدرس الأول والمهم الذي يجب على الغرب أن يتعلمه من هذه الحرب. اعتقد كثيرون أنه في القرن الحادي والعشرين، لا يمكن أن تنشب الحروب الدموية، إلا في الأماكن النائية من الكرة الأرضية، وبين الدول المتخلفة في العالم الثالث. الواقع في أوروبا صفعهم. سِمات الحروب تتغير بصورة كبيرة، وتتأثر بالتكنولوجيا وبتطورات أُخرى. هذه ليست طبيعة الحرب. المكون البشري يبقى هو الأساس والأكثر تأثيراً. ولا جديد تحت الشمس.
  • الكاتبة الكندية المعروفة مارغريت إيتوود كتبت: "تنشب الحروب لأن الذين يبدأون بها يعتقدون أن في إمكانهم أن ينتصروا." بكلام آخر، هناك التوقعات والشعور بالقدرة. من الصعب التقدير إلى أي حد أثّرت السياسة الأميركية في أفغانستان والشرق الأوسط في التطورات في أوروبا، لكن من الواضح على الأقل أنها لم تؤدّ إلى لجم متّخذي القرارات في روسيا.
  • الغطرسة الإيرانية والثقة بالنفس، في ظل السياسة الحالية للولايات المتحدة وأوروبا، تؤكدان التآكل الذي طرأ على مكانة أميركا وأوروبا. ويبرز هذا في السلوك الاستفزازي في المجال النووي: إمكانية التخصيب على درجة 84% والقدرة على الانتقال إلى 90% في إنتاج اليورانيوم المخصّب، ومراكمة كميات من المواد الانشطارية على مختلف درجات التخصيب، ومنع مراقبي الوكالة الدولية للطاقة النووية من الدخول إلى منشآت مشبوهة، ورفض الرد على أسئلة الوكالة. كما يبرز أيضاً من خلال نشاط إيران التآمري: تسليح وتفعيل ميليشيات وقوات عسكرية تعمل بالوكالة، وتطوير وتوسيع إنتاج وتصدير المسيّرات والصواريخ.
  • إيران ليست متورطة في الحرب في أوكرانيا فحسب، بل تحتل مكاناً مهماً في عملية إعادة بلورة محور الدول المعادية للولايات المتحدة والغرب. الوقوف إلى جانب روسيا في الحرب، وتعميق التعاون بين الدولتين يجري في مقابل توطيد العلاقات مع الصين التي أعرب رئيسها مؤخراً عن "تأييده للتطلعات الإيرانية في المسألة النووية".
  • النظام في طهران يتموضع كلاعب – فاعل في المواجهة مع المعسكر الديمقراطي الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة. وهو يرى ضعف الغرب ويستغله حتى النهاية. إيران تعرّض الاستقرار والسلام في العالم كله للخطر، وليس فقط في الشرق الأوسط. ولسنا بحاجة إلى دلائل إضافية في هذا الشأن.
  • أمام زعماء الغرب فرصة لتطبيق دروس الحرب في أوكرانيا الآن. وعليهم أن ينظروا إلى ما يحدث في أوروبا واتخاذ قرار بتغيير مقاربتهم حيال إيران. وعليهم أن يدركوا أن ما يفعله النظام الإيراني اليوم لا شيء، مقارنةً بما سيسمح لنفسه بالقيام به إذا حصل على ترسانة سلاح نووي. وكخطوة أولى وفورية، يجب إعلان موت "الاتفاق النووي" واتخاذ قرار العودة إلى الفرض الكامل للعقوبات، وإضافة الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة "الإرهاب" ووضع تهديد عسكري موثوق به حيال إيران. ليس هناك ما يؤكد أننا نسير نحو حرب. في المقابل، من دون هذه الخطوات، سيزداد كثيراً احتمال حدوثها.
  • إن مستقبل النظام العالمي مطروح على المحك. وهذا الأمر يفهمونه جيداً في واشنطن وأوروبا. السؤال: هل سيجد هؤلاء الشجاعة والقيادة لاتخاذ القرارات المطلوبة؟

 

 

المزيد ضمن العدد