هذا هو الحل المطلوب لخفض الهجمات في القدس
تاريخ المقال
المصدر
- الهجومان الأخيران في القدس - في حي نافيه يعقوب وفي مدينة دافيد- قوّضا بصورة كبيرة الحياة الآمنة في عاصمة إسرائيل، وطرحا أسئلة كثيرة عن التعايش في العاصمة الموحدة التي تحولت، عملياً، إلى قنبلة ديموغرافية موقوتة، بالأساس بسبب القرى ومخيم اللاجئين شعفاط، الذين جرى ضمّهم إلى الدولة بعد حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967].
- في هذه القرى التي تشمل جبل المكبر وبيت حنينا وسور باهر وكفر عقب وقلندية والطور، يسكن اليوم قرابة 350 ألف فلسطينياً، يشكلون نحو 45% من سكان العاصمة. والمقصود أكبر تجمُّع سكاني فلسطيني مديني في أراضي الضفة الغربية، بينما هؤلاء السكان، في أغلبيتهم، معادون لدولة إسرائيل، وأغلبية المهاجمين أتت من هذه القرى.
- على الرغم من ضمّ هذه القرى، فإن ثمة صعوبة كبيرة في السيطرة على ما يجري فيها بسبب الكثافة السكانية، بالإضافة إلى الصعوبة في إيجاد حاجز بين هذه القرى وبين الأحياء اليهودية. وفي الوقت الذي نجح الشاباك والجيش الإسرائيلي في تقديم ردّ شامل على "الإرهاب" في نابلس وجنين وضواحيها، فإن المشكلة الأصعب التي تواجهها المؤسسة الأمنية هي كيفية مواجهة "إرهاب" الأفراد، من الذين يحملون الهوية الإسرائيلية، والذين يأتون من هذه القرى، ويمكنهم التنقل بحُرية في القدس، والوصول إلى أي مكان في وسط البلد.
- مما لا شك فيه أن المقصود هنا ارتباط غير طبيعي وغير صحيح بين العاصمة القدس وبين هذه القرى، وخلال أعوام عديدة، لم يستوعب العديد من الحكومات أن هذا الارتباط، بالإضافة إلى المشكلات الأمنية الصعبة التي يخلقها، فإنه يشكل أيضاً خطراً ديموغرافياً على القدس، وعلى الهوية اليهودية لعاصمة إسرائيل الأبدية.
- في سنة 2017، قدّم عضو الكنيست يوئيل حسون، من قائمة المعسكر الصهيوني، اقتراح قانون لإنقاذ القدس كعاصمة يهودية وديمقراطية، طلب فيه من الحكومة الموافقة خلال نصف عام على إخراج القرى الفلسطينية ومخيم شعفاط، الذين جرى ضمّهم، من الأراضي التابعة لبلدية عاصمة إسرائيل، ونقلهم إلى المنطقة ب وج، أي إلغاء إعطاء سكان هذه القرى الإقامة الدائمة. وتم رفض الاقتراح بالقراءة الأولى.
- وفي الوقت الذي يغيّر "الإرهاب" الفلسطيني في الأعوام الأخيرة في شكله وطرق عمله - هناك المزيد من الهجمات التي يقوم بها أفراد مجهولون، في أغلبيتهم، ومن الصعب كشفهم، لم يبقَ هناك حلّ صحيح وناجع لمواجهة هذا الوضع سوى الانفصال عن هذه القرى، وعن مخيم شعفاط في القدس. مثل هذا الانفصال سيجعل عاصمة إسرائيل أكثر أمناً. ومن أجل هذه الغاية، المطلوب زعامة قوية وبراغماتية قادرة على اتخاذ قرارات شُجاعة ترى المستقبل، وقادرة على استشراف ما سيجري في الأعوام المقبلة. لقد جرت تجربة جميع الحلول لمواجهة هذا النوع من "الإرهاب"، وتبين أنها كلها غير ناجعة.