4 أسباب وراء موافقة ملك الأردن على الاجتماع بنتنياهو على الرغم من الخلاف في الآراء
تاريخ المقال
المصدر
- اختار بنيامين نتنياهو أن تكون الزيارة الأولى له بعد عودته إلى رئاسة الحكومة هي تلك التي يقوم بها اليوم إلى الأردن تحديداً. الاجتماع بين نتنياهو والملك عبد الله استمر بضع ساعات، على خلفية تخوُّف الملك الأردني من تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي، ورغبة نتنياهو في تهدئة الوضع على الأرض قبيل فترة رمضان. والآن، يُطرح السؤال: بمَ وعد نتنياهو الملك عبد الله من أجل تهدئة الأجواء قبل رمضان؟ ولماذا وافق الملك عبد الله على لقاء نتنياهو، على الرغم من الاختلافات والشكاوى؟
- خلال الاجتماع مع الملك عبد الله، تعهّد نتنياهو أكثر من مرة عدم خرق إسرائيل للوضع القائم في الأماكن المقدسة. كما تعهّد الحفاظ على مكانة الوقف في مواجهة الأطراف التي تحاول أن تحلّ محله.
- عاملان مركزيان دفعا نتنياهو إلى تقديم هذه الوعود إلى ملك الأردن. الأول، قيام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بزيارة إلى الحرم القدسي قبل 3 أسابيع. والثاني، الاعتراض على دخول السفير الأردني إلى المسجد الأقصى، الأمر الذي أدى إلى استدعاء السفير الإسرائيلي في الأردن وتوبيخه.
- كان الاجتماع مغلقاً، لكن نتنياهو لم يأتِ إلى الأردن وحده، بل رافقه رئيس مجلس الأمن القومي تسحي هنغبي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمر، ورئيس الشاباك رونين بار. ويجب التشديد على أن انضمام رئيس الشاباك إلى الزيارة نابع من العلاقات الجيدة بينه وبين نظرائه الأردنيين، والتي تشكل مكوناً مهماً في قدرة الدولتين على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. ويشرح مصدر سياسي مطّلع: "من أجل إبقاء الوضع تحت السيطرة قبل رمضان، هناك حاجة إلى رعاية الملك الأردني."
- وعلى الرغم من الشكاوى الكثيرة من نتنياهو، فإن الملك الأردني استقبله بحرارة واجتمع به لساعات، وذلك للأسباب الأربعة التالية:
- مشكلة الحرم القدسي لا تُقلق إسرائيل فقط، بل الأردن أيضاً. بالنسبة إلى الأردن، تصريحات الحفاظ على الوضع القائم وحدها لا تكفي. وفي الواقع، يلاحظ الأردنيون حدوث تآكل مستمر في الوضع القائم، وهذا ما يلاحظه الجانب الفلسطيني والإسرائيلي. والنتيجة المزيد من صلوات اليهود والزيارات، أو خطوات مثيرة للجدل.
- تآكل مكانة الوقف الإسلامي: يولي الأردنيون تعزيز مكانة الوقف أهمية كبيرة. وفي نظر الملك، من الممكن تحقيق ذلك بواسطة حراس يعملون في المكان بموافقة الحكومة الإسرائيلية، ويحاولون معالجة حوادث الشغب قبل وصول عناصر الشرطة. من هنا، يُطرح السؤال: كيف يستطيع الأردن تهدئة السلطة الفلسطينية في فترة رمضان؟ الملك الأردني يشعر بالقلق ويريد إقناع أبو مازن بتأليف حكومة جديدة فاعلة أكثر.
- الفوضى في جنوب سورية: الموضوع الثالث الحسّاس جداً بالنسبة إلى الأردن، هو الفوضى في جنوب سورية. فالمنطقة في حالة دمار وخراب بسبب عدم قدرة جيش الأسد على السيطرة عليها. وتتجلى الفوضى بالعنف الكبير وسلسلة الجرائم التي تحدث في كل ليلة. الأمر الذي يضع الأردن في مواجهة مشكلة كبيرة، ويتطلب أيضاً تدخُّل الأميركيين.
- مشكلات الأردن الداخلية: يمرّ الأردن بضائقة اقتصادية كبيرة، والسعودية رفضت تقديم المساعدة له. ويأمل الأردن بأن يتمكن نتنياهو من مساعدته من خلال التفاهم مع الغرب، وينجح في إيصال الأموال إلى صندوق الملك عبد الله بطريقة من الطرق.