الصراع بدأ وسيكون طويلاً وسننتصر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • سأبدأ من النهاية. الصراع بدأ. هذه صرخة الحقيقة. الأمر 8 [قرار التعبئة في الجيش]، هناك خطر أكيد ووشيك جرّاء انهيار الديمقراطية الإسرائيلية. هناك أمور سيئة تجري، بينما المواطنون الطيبون ساكتون. كل مواطن واعٍ في مجتمع حيوي، يجب أن يسأل نفسه: أين مكاني في هذا الصراع؟ ويجب أن يقدم جواباً مباشراً، حتى لو كان مؤلماً، وبقلب مثقل، وأن يتصرف وفقاً له.
  • بالنسبة إلى كثيرين مثلنا، هذا الصراع سيكون أهم ما قمنا به في حياتنا. بيننا وبين الصدام توجد طبقة رفيعة من حراس الدولة. في أثناء كتابتي هذه السطور، لا أعلم كيف سيتصرفون. من المحتمل أنه في جميع الأحوال، سنجد أنفسنا مضطرين إلى النضال، وسيكون صعباً. وهذا النضال سيُحسَم في التظاهرات والشوارع والساحات، وعلى طرق المواصلات، وفي أماكن العمل، وفي مؤسسات التعليم العالي. في هذه الأيام، شهدنا أولى شرارات الإرادة الجماعية الحازمة ووحدة الهدف. وإذا أُجبرنا، فقد تندلع ثورة مدنية هنا. وإذا استمرت المحاولات لتقويض وثيقة الاستقلال، فإن هذه الثورة ستتعاظم وتشتد. وعندما يخرج مليون مواطن إلى الشوارع، فإن هذه الحكومة السيئة ستسقط.
  • لا أعلم كم سيستغرق هذا من الوقت، وما هو حجم الضرر الذي سيتسبب به. لكنني أعلم، بثقة، بأننا سننتصر في النهاية... تقريباً في كل هذه، الصدامات، انتصر حُماة الأرض وأنصار الحرية، حتى لو مرت دربهم عبر ديكتاتوريات مظلمة. لا يمكن تغيير الديكتاتورية بالانتخابات. أعلم بأننا سننتصر، لأننا نقف في الجانب الصحيح من التاريخ، ومن الحقيقة. وإذا أجبرونا، فنعرف كيف نقاتل. نحن نعلم من أجل ماذا نقاتل، لذلك يمكننا التغلب على الخوف والقلق. وعندما نشبك أيدينا ونعمل معاً في اللحظات الصعبة، سنحقق النصر.
  • بعد مرور عشرة أيام على أداء الحكومة القسم، ظهر ما كان خافياً. حكومة تريد كل شيء وفوراً. هي لا تريد إصلاحاً للمنظومة القضائية، بل تقوم بعملية خاطفة لتدميرها. ولا تريد تعديلات على عمل الشرطة، بل أن تجعلها تابعة سياسياً لأحد المحرضين من الذين يوجد ضده 53 كتاب اتهام و3 إدانات. هذا ليس إصلاحاً حيوياً للدولة، بل فتح الباب على مصراعيه أمام الفساد والعنصرية والعداء للمثلية. متهم بالفساد سعى لكي تؤهله المحكمة العليا إلى الترشح لرئاسة الحكومة، يعيّن وزيراً للعدل ويعمل معه، من جهة، على تعيين قضاة سيتولون دعوى الاستئناف ضده، ومن جهة أُخرى، يعيّن وزيراً تمت إدانته 3 مرات بمسائل فساد مالي في منصب وزاري رفيع المستوى، وسيكون مسؤولاً عن صندوق الدولة. ثلاثة وزراء، بينهم عنصريون منحطّون، يشاركون في تقويض وحدة القيادة في الجيش الإسرائيلي. ويفعلون هذا كله، وهم يهرعون من أجل إشعال النزاع السياسي - الإقليمي بيننا وبين الفلسطينيين، وتحويله إلى حرب دينية بين إسرائيل والإسلام.
  • أحد المُعادين المتعصبين للمثليين يعيَّن مسؤولاً عن برامج التعليم؛ وزيرة ظلامية تعتقد أنه من الجيد أن يقرر طبيب عدم معالجة مريض لأسباب دينية، أو بسبب ميوله الجنسية، أو لون بشرته؛ عضو كنيست لديه خلفية عسكرية يطالب بإصدار أوامر باعتقال رئيس حكومة سابق ووزير دفاع سابق بتهمة خيانة الدولة.

.....

  • يقولون لنا إن هذه الحكومة منتخبة وهي قانونية. لكن أفعالها التي ذكرناها ونياتها المعروفة لاحقاً هي الانقلاب على النظام، واغتيال وثيقة الاستقلال والقيم الأساسية التي قامت عليها دولة إسرائيل وحاربت من أجلها، ونزع الشرعية عنها بالكامل. لذا، يجب على كل مواطن إسرائيلي أن يدرك ذلك، وأن ينضم إلى الكفاح من أجل الوطن، ودفاعاً عن أمنه ومستقبله، وعن قيَم وثيقة الاستقلال والمساواة والإنسان، وعن حقوقه وحرياته.
  • يتعيّن على الديمقراطية الدفاع عن نفسها ضد الذين يستخدمون القواعد التي وضعتها والحريات التي منحتها لهم من أجل القضاء عليها من الداخل. تحديداً، هذا هو الوضع الذين نحن فيه. يجب علينا أن ندرك أن ما يجري هو انقلاب على النظام...