جبهة وطنية ضد أعداء الدولة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • هناك خط مباشر يربط بين الشاب الذي دهس متظاهرين بسيارته في بئر السبع وبين عضو الكنيست تسفيكا فوغل الذي دعا إلى القبض على يائير لبيد وبني غانتس، ووزير العدل ياريف ليفين وخطته لتدمير المنظومة القضائية، ومحامي الدفاع عن رئيس الحكومة، المتهم جنائياً، بوعاز بن تسور الذي تصرّف بوقاحة خلال المرافعة في المحكمة. الخط هو الجموح والتنمّر وفقدان الضوابط. الجزء المفقود كي تتحول إسرائيل إلى ديمقراطية مزيفة من النوع الذي عرفناه في الماضي والحاضر في دول أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية هو أن تحوّل القوى الأمنية سلاحها نحو المعارضة ورموزها (سياسيون، صحافيون، جمعيات، متظاهرون).
  • من الصعب رؤية ذلك في الجيش، وفي الشاباك، لأنه حتى لو اجتاحت القومية والتديّن الرتب العسكرية على الأرض، فإن القيادة لا تزال عاقلة ومسؤولة. الشرطة هي الجهة التي تحسم، وهي ذراع على تماس يومي مع المواطنين. وهي تعاني جرّاء إضعاف كادرها القيادي، الذي جرى عن قصد، ويرأسها مفوض عام مرتبك يريد إرضاء الآخرين. لقد بات واضحاً اليوم سبب إصرار إيتمار بن غفير على اسم وزير الأمن القومي والتوصل إلى تسوية من خلال القانون والاتفاقات الائتلافية تجعل الشرطة تابعة لقيادته. النموذج العملي الأول برز هذا الأسبوع عندما طلب من الشرطة تفريق التظاهرات المعارضة للحكومة بالقوة. في المرحلة المقبلة، سيأتي دور الاعتقالات الجماعية واستخدام الغاز المسيل للدموع، وبعدها الاعتقالات الاحترازية ومنع التظاهر.
  • منذ أداء هذه الحكومة التافهة القسم قبل أسبوعين، يمكن القول إن أعضاءها لم يضيعوا الوقت من أجل توضيح نياتهم. بن غفير يتصرف بصورة تلقائية كرئيس حكومة أمر واقع. في البداية، ومن خلال عملية خاطفة في الحرم القدسي، قام بتحييد الساحة السياسية التي كان نتنياهو يخطط فيها من أجل توسيع اتفاقات أبراهام، ويحلم بقناة سعودية. ومن هناك، انتقل بن غفير إلى خطته الكبيرة: تحويل الشرطة إلى ميليشيات في خدمة القومية والتفوق اليهودي. وهذا بالطبع يخدم نتنياهو الخائف والقلِق على الدوام من المعارضة الشعبية، ولا يزال يحمل ندوب الاحتجاج السابق أمام مقر رئاسة الحكومة في بلفور، وعلى الجسور الكبيرة، وظاهرة الأعلام السوداء. وكعادته، يسمّي الاحتجاج "حملة تحريض"، ويتحدث عن ظهور "مظاهر التطرف" لدى الطرفين، ويساوي بين الجهة التي تقوم بالدهس والجهة التي تتعرض له. هذه الحملة انجرّ إليها رئيس الدولة، على الرغم من حُسن نيته، عندما أعلن أنه يسمع "الأصوات التي تبرز من هنا وهناك... في الأيام الأخيرة، أعمل على إجراء حوارات مع أطراف كثيرة، وأقوم بهذا كله من أجل التوصل إلى حوار عقلاني ورصين، على أمل التوصل إلى تفاهمات واسعة بقدر الممكن... يجب علينا العمل على تهدئة النفوس وخفض ألسنة اللهب، ليس لدينا دولة أُخرى."
  • سيادة الرئيس، الخيول المتوحشة فرّت من الحظيرة منذ وقت طويل. لا مجال للتفاهم مع مَن أعلن العصيان على الدولة كلها، ولا مجال لحوار محترم مع الزعران. ليس لدينا دولة أُخرى؛ لذا، يتعين على كل إسرائيلي وإسرائيلية عاقل/ة وحكيم/ة الانضمام الآن إلى جبهة المعارضة. ويجب ألاّ نخوض هذه المعارضة مع أعلام فلسطينية، كما فهم ذلك وأوضحه العاقل منصور عباس، على الرغم من الطهرانيين من دعاة القومية الفلسطينية من اليهود والعرب. هذا ليس الموضوع الأساسي للنضال، ولا يمكن بهذه الطريقة أن نضم إليه أطرافاً من الوسط ومن اليمين المعتدل. أيمن عودة ومناصروه مدعوون إلى الانضمام، أهلاً وسهلاً، لكن الخطاب الوحيد الذي نحتاج إلى سماعه منه، ليس الكلام ضد الفاشية، ولكن نريد منه أن يعترف بغلطته، وأن يوضح لماذا بذل كل جهده لإسقاط الحكومة السابقة، ومَن اعتقد أنه سيأتي مكانها.
  • النضال لن يجري فقط عبر تظاهرات مهذبة في ساحات المدينة؛ فقد جرى استنفاد ذلك. آن الأوان لمقاومة كاسحة غير عنيفة، لكنْ حازمة، تشمل أيضاً إضرابات واستقالات ورفض الخدمة. هذه هي الجبهة الوطنية المطلوبة ضد أعداء الدولة.
  •