النساء إلى الوراء
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- مطالبة حزب الصهيونية الدينية ويهدوت هتوراه في مفاوضات تأليف الحكومة بالقول إن قانون الفصل الجندري في المناسبات العامة، وفي العمل، وفي الخدمات، لا يُعتبر تمييزاً، من المنتظر أن تغيّر المجال العام في إسرائيل. لا صحة لادّعاء الحزبين أن القانون سيكون محصوراً في جمهوريهما. فبعد الحصول على اعتراف رسمي، سينزلق التمييز بين الرجال والنساء إلى مجالات أُخرى في الحياة. هذه طبيعة التطرف الديني: فهو لا يعترف بالحدود، أو بالمبادىء الأساسية لمجتمع ديمقراطي، مثل المساواة واحترام الإنسان. قبول بنيامين نتنياهو المطالبة الدينية الحريدية هو إشارة واضحة ومباشرة إلى كل النساء - بغض النظر عن درجة تديُّنهن- بأنهن مواطنات من الدرجة الثانية.
- رئيس حزب نوعام عضو الكنيست آفي معوز أوضح أن الفصل الجندري يعطي النساء حقاً كبيراً. ويسمح لهن بـ "الرقص وراء ستار بما يتلاءم مع الحشمة"، أو تجنُّب لقاء ثقافي مشترك مع الرجال "حفاظاً على كرامتهن". في دولة الشريعة الهلاخا، النساء هنّ مصدر للعار ويجب على الرجال الإشراف عليهن. الهدف من الفصل خلق هرمية بين الجنسين، وتذكير النساء بأن جنسهن يأتي قبل أي شيء آخر، من دورات التعليم، وصولاً إلى أماكن العمل.
- الفصل بين النساء والرجال سيؤثر بالتأكيد في الجمهور العلماني: ستتوقف مشاركة النساء في مناصب قتالية في الجيش؛ وستُستأنف دورات التأهيل المنفصلة في الخدمة العامة؛ وتحديد طوابير منفصلة في صناديق المرضى؛ وضع النساء في الصفوف الخلفية للباصات سيُستقبل بتسامح أكبر؛ وسيتم رفض نساء لا يرتدين لباساً "محتشماً" كما يجري اليوم، لأن سائقي الباصات يرفضون صعودهن إلى الباصات؛ وستتعمق عملية التمييز بشأن النساء المحاضرات في المساقات الأكاديمية للحريديم، ومع فقرة التغلب، لا تستطيع المحكمة العليا وقف تمدُّد الفصل في شهادات الماجستير، وفي المكتبات، أو في الكافتيريا؛ اللقاءات بين المدارس الدينية والمدارس العلمانية ستجري بصورة منفردة، بحجة الأخذ في الاعتبار الحساسيات والمبادىء التي تفرضها مبادىء "العفة" والفصل. المقصود ليس سيناريو رعب، بل واقع قائم، فالآن تجري الموافقة على توسيع الفصل.
- لا يمكن قبول الحجج الرنانة في أن الفصل لا يُلحق الضرر بالنساء. تثبت التجربة أنه في المناسبات الثقافية تُرسَل النساء إلى آخر القاعة كما في الكنيس؛ ولا يُسمح لهن بالصعود إلى باص إذا كان مملوءاً بالرجال، ويحصلن على عرض محدود وأقل في مجالات التعليم في مساقات منفردة في الدراسة الأكاديمية. يدفع الحريديم بهذه الفكرة غير الديمقراطية، بحجة أن الفصل في المناسبات الثقافية، وفي الخدمات، وفي التعليم الأكاديمي، هو "حق طبيعي" يجب توسيعه، لبِنة وراء لبِنة، إلى مجالات أُخرى. ممنوع قبول ذلك: المجال العام يجب أن يبقى مفتوحاً بصورة عادلة أمام النساء والرجال.
الكلمات المفتاحية