بعد يوم واحد من بدء مباريات المونديال في قطر، حذّر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] اللواء أهارون حاليفا من أن الإيرانيين يفكرون في عرقلة مباريات كأس العالم، لكنهم يخشون من ردة فعل القطريين. كما تطرّق إلى الاحتجاجات المستمرة في إيران، وقال إن التظاهرات ضد النظام الإيراني تُعتبر استثنائية للغاية، واتخذت منحى العصيان المدني، ومع ذلك، قدّر بأنه لا خطر على بقاء النظام الإيراني الحالي واستتبابه. وأشار إلى أن العالم يتيح لإيران المضي قدماً في برنامجها النووي، وأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتصدى للعدوان الإيراني، وأكد أن لحظة الحسم بالنسبة إلى برنامج التسلح النووي الإيراني أصبحت وشيكة.
وجاءت أقوال حاليفا وتحذيراته هذه في سياق كلمة ألقاها في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي المنعقد في جامعة تل أبيب أمس (الاثنين)، وذكر فيها أيضاً أن حصيلة القتلى في إيران والهجمات على الرموز الوطنية يُعدّان أمراً مقلقاً للغاية بالنسبة إلى النظام، ولا سيما مع العقوبات والضغط الدولي القائم والوضع الاقتصادي الصعب.
وأعاد حاليفا إلى الأذهان أن الاحتجاجات اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني، عقب اعتقالها من طرف شرطة الآداب في طهران في أيلول/سبتمبر الماضي، وانتشرت منذ ذلك الحين في جميع أنحاء البلاد، وردّت السلطات بحملة قمع قالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها أوسلو، إنها خلّفت ما يقارب الـ 400 قتيل، وبصدور أحكام بالإعدام على ستة أشخاص، واعتقال أكثر من 15.000 شخص.
وقال حاليفا: "هناك قلق حقيقي داخل النظام من أن ذلك يعرّضه للخطر. في هذه المرحلة، لا أرى خطراً على النظام، لكن مع ازدياد الضغط على إيران، بما في ذلك الضغط الداخلي، سيكون الرد الإيراني أكثر عدوانية، ولذا، علينا أن نتوقع ردوداً أكثر عدوانية في الشرق الأوسط، وفي العالم. وأقول لكم إن الإيرانيين يفكرون الآن في شن هجوم على كأس العالم في قطر أيضاً، والشيء الوحيد الذي يعيقهم هو كيف ستكون ردة فعل القطريين."
وأضاف رئيس شعبة "أمان" أن إيران كثفت عملياتها الهجومية في العام الماضي، مشيراً إلى قيامها أخيراً بشنّ هجوم بطائرة مسيّرة على ناقلة نفط إسرائيلية قبالة ساحل سلطنة عُمان، وقال: "منذ بداية سنة 2022، أحصينا نحو 100 عملية نفّذها الإيرانيون، بما يشمل هجمات إلكترونية. في لندن، يستعدون لهجوم إيراني وهم يعرفون ما الذي يتحدثون عنه. والولايات المتحدة تستعد لإرهاب إيراني. وإننا نلاحظ بصمات إيرانية في الساحة الفلسطينية أيضاً. والفكرة من وراء ذلك هي إبقاء إسرائيل مشغولة على حساب أمور أُخرى."
وفيما يتعلق بالمحادثات النووية الإيرانية المتوقفة، قال حاليفا إن طهران أحرزت تقدماً كبيراً على طريق إنتاج يورانيوم مخصّب بنسبة 90%. وأكد أن اللحظة التي سيظهر فيها أعظم اختبار للمجتمع الدولي هي عندما تدرس إيران فكرة التخصيب بنسبة 90%، حتى ولو بشكل رمزي.
ورأى حاليفا أن الزيارة الحالية التي يقوم بها رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته الجنرال أفيف كوخافي إلى الولايات المتحدة، والتي تركز على التهديد الإيراني، تأتي في وقت حرج. وقال إنه إذا ما احتاجت إسرائيل إلى ضرب منشآت طهران النووية، فـ"سيكون سعيداً إذا ما كانت الولايات المتحدة إلى جانبنا."