قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بار ليف إنه يرفض، جملةً وتفصيلاً، اقتراح القائد العام للشرطة الإسرائيلية الجنرال كوبي شبتاي حجب شبكات التواصل الاجتماعي، في حال اندلاع أعمال شغب عنيفة، على غرار ما حدث خلال عملية "حارس الأسوار" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة العام الماضي.
وأضاف بار ليف في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة "كان 11" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أمس (الأربعاء)، أن إسرائيل دولة ديمقراطية ولا يحق لأحد فيها اتخاذ مثل هذه الخطوة. وفي الوقت ذاته، أعرب وزير الأمن الداخلي عن دعمه لمحاربة النشاطات التحريضية لحركتيْ "حماس" والجهاد الإسلامي على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تتعلق بسكان إسرائيل العرب.
وكان شبتاي قال في إطار مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وسيتم نشرها بالكامل غداً (الجمعة)، إنه في حال اندلاع أي اضطرابات مدنية خطِرة في المستقبل، ينبغي إغلاق شبكات التواصل الاجتماعي من أجل وقف انتشار العنف.
وأكد شبتاي أنه خلال أحداث العنف العربية - اليهودية، والتي اندلعت في أيار/ مايو 2021، ساعدت منصات شبكات التواصل الاجتماعي على خروج المواطنين إلى الشوارع للمشاركة في أعمال الشغب، وأن إغلاقها لفترة محدودة هو خطوة ضرورية، على الرغم من الأعراف الديمقراطية.
وقال شبتاي: "أنا مع الرأي القائل إنه في مثل هذه الظروف، يجب حجب شبكات التواصل الاجتماعي. هذه حرب بالفعل. إن شبكات التواصل الاجتماعي هي التي أخرجت الناس إلى الشوارع. أنا أتحدث عن إغلاق واسع للشبكات، إخماد النار، وتهدئة كل شيء، وفتحها من جديد عندما يصبح الوضع هادئاً. نحن دولة ديمقراطية، لكن يوجد هناك حدود."
وأثارت تصريحات شبتاي انتقادات حادة من طرف سياسيين من الوسط واليمين أكدوا أن اقتراحه غير ديمقراطي.
وقال عضو الكنيست غلعاد كريف، من حزب العمل، إن تصريحات شبتاي غير مقبولة، ولا ينبغي النظر في استخدام أساليب تميز أنظمة غير ديمقراطية، لكنه أكد أيضاً أنه ينبغي تزويد الشرطة بالوسائل اللازمة للتعامل مع أحداث عنف واسعة النطاق.
وقال زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، إن تصريحات شبتاي شائنة وغير ديمقراطية، وانتقده بشكل عام بسبب تعامُله مع أعمال الشغب في أيار/مايو 2021.
وفي مواجهة سيل من الانتقادات لتصريحاته، أوضح مكتب القائد العام للشرطة في بيان صادر عنه أن شبتاي كان يشير إلى سيناريو في أكثر الظروف تطرفاً، يكون فيه خطر على الديمقراطية الإسرائيلية وأمن الدولة، وفي حالة تكون فيها انتفاضة تجمع بين عناصر واسعة من "الإرهاب" داخل دولة إسرائيل.
وأضاف البيان أن شبتاي قصد حجب شبكات الذين يحرضون على الهجمات "الإرهابية" والخروج إلى الشوارع عندما تُنشَر مئات الآلاف من هذه التعليقات التي تؤجج نيران الحدث.